30 يوليو، 2025
البترول مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح: عودة قوية لشركة شل العالمية للسوق المصرية

شركة شل العالمية، لم تبتعد أبداً عن مصر ومشروعاتها البترولية في مصر منذ العام 1918، ولها مكاتب وفرع لشل مصر في القاهرة ودائماً ما كانت تتقدم الصفوف لنيل الفرص واستثمار مهارات مهندسيها في استكشاف الفرص وتنمية بعضها إذا توصلت لاتفاقيات شراكة مع الجانب المصري ترضي طموح حملة الأسهم وشركاءها من بيوت التمويل وبنوك الأقراض العالمية.
مرت العلاقات بين شل العالمية وممثليها في مصر بمنحنيات هبوط وتصاعد، تبعاً لظروف البلاد وحاجة الطرفين للطاقة والاستثمار فيها.
في مطلع العام 2010 غيرت شل استراتيجياتها تجاه الفرص والمشروعات النفطية حول العالم، وقسمت قطاعاتها ومراكز الدراسات داخلياً بشكل يناسب أهدافها وطموحات الحفاظ علي مركزها المتقدم عالمياً في هذا المجال، قسمت شل مناطقها إلي شل أمريكا وشل حول العالم وشل قطر، ثلاثة تقسيمات كلاً منها يتبع EVP executives vice president وجميعهم يتبع لقيادة رئيس تنفيذي واحد يكون مقرة RijsWijk بهولاندا، في نفس التوقيت إزداد نفوذ ونسبة شراكة الجانب البريطاني وخاصة بعد دمج بريتش جاز تحت مظلة شل واعتلاء قيادات بريطانية واحلالهم مكان القيادات الهولاندية، وكلاً من الجنسيتين كان لهم أسلوبه في الإدارة وتوجيه الاستثمارات، دون الخوض في تأثير هذه التغيرات في الشركة على توجيه الاستثمارات وتخصيص الميزانيات لاقتناص الفرص، ولكن يظل هناك عاملين رئيسيين في تفضيل شل للاستثمار في بلد عن الآخر.
1- إبداء المرونة في بنود الاتفاقيات وتيسير الحصول علي الاستحقاقات في موعدها واقصد هنا استرجاع المصروفات وحصول الشريك علي حصته كاملة مع حرية التصرف فيها إما بالتصدير للخارج أو بيعها للاستخدام المحلي بالسعر العالمي.
2- توافر عناصر الاستقرار والأمان محل أنشطة شل مع توافر أيدي عاملة مدربة تتمتع بتاريخ من السمعة في ممارسة أنشطة مشابهة واستعداد لتقبل المهندسين والفنيين المحليين لحصص تدريبية تلائم شل ستاندارد في إدارة وتشغيل مشاريعها والأهم هو توافر الموارد والفرص بكميات تجارية تشجع علي الاستثمار طويل المدي.
لذلك تجد أن شل ميزت إمارة قطر بموقع هام في أجندة مشاريعها وأعطتها أولويات في الشرق الأوسط بعد أمريكا، وذلك لتوافر جميع العناصر بها بالإضافة لسهولة تعويض نقص الأيدي العاملة المدربة والتي يمكن الاستعانه بهم من دول الجوار بالمنطقة وعندهم نفس الثقافة واللغة.
لن أتحدث عن تأثير ذلك التحول الإداري والاستراتيجي في إدارة أكبر ثالث شركة عالمية في البترول وقت التحول علي إوضاع شل اقتصادياً وفنياً لخصوصية الأمر وإحترامي لإلتزامي تجاه شركتي السابقة، ولكني سأكتفي بالقول أنهم لا يزالوا يحافظوا علي موقع محترم في مجالات مثل الحفر في المياه العميقة والأنشطة السيزميه رباعية الأبعاد، والكثير من الخبرات المدربة للعمل في مشاريع عظمي في الصحراء والبحار.
عودة شل لمصر في هذا الوقت مقرونة بالتأثير علي التحولات الإدارية والتشغيلية، فهم يعودون للفرص الغازية في المياه العميقة، من خلال شراكة مع مؤسسة نفط الكويت وبأموال عربية من خلال الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية، وهذا ما أكدت عليه في أحد مقالاتي أن التعاون الاقتصادي بأموال دول عربية نفطية غنية ومن خلال شراكة مع شركات عالمية سيكون نقطة التحول ومفتاح عودة مصر للاكتفاء الذاتي من البترول.
هذه المرة يستهدف الشريك الكويتي وشل مصر وشركة الغاز القابضة حفر بئرين استكشافيتين في المياة العميقه لشمال شرق العامرية وشمال كيلوباترا مع إستهداف شل لمنطقة امتياز غرب الدلتا في المياه العميقة بعمليات بحث سيزمية رباعية الأبعاد، ومن المتوقع أن تبدأ شل نشاطها في الربع الثاني من العام 2026 بميزانية 80 مليون دولار لكل بئر استكشافية.
كل التوفيق لمؤسسة البترول الكويتية وشركة الاستكشاف الكويتية (كوڤيك) ونأمل أن تكون هذه بداية شراكات متعددة بين الأشقاء في الدول النفطية وشركات عالمية تمتلك الــ know how في استكشاف وتنمية مشروعات النفط والغاز العظمي بمصر.
…..
محمود أبو الفتوح .. خبير إنتاج بترول بشركة شل العالمية للبترول هولاندا سابقاً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *