9 يونيو، 2025
البترول مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: رسالة إلي شل العالميه للنفط ..أين أنتم من مشروعات الغاز الطبيعي في البحر المتوسط؟

 

ليس بالضرورة في مياه مصر الاقليمية، ولكن في حوض البحر بأكمله من مليلية ومضيق جبل طارق غرباً حتي سواحل سوريا ولبنان شرقاً وجنوب فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص شمالا” لسواحل الجزائر وليبيا ومصر وفلسطين جنوباً .. هل تعتقدوا إن كل هذه المياه لا تحوي تحتها مخزونات تريليونة من الغاز الطبيعي والنفط تكفي العالم كله؟

رسالتي لزملائي القدامي الذين أصبحوا اليوم في مواقع المسئولية واتخاذ القرار في هولاندا وبريطانيا وتكساس، ألم يحن الوقت للإستفاقة والعودة لأيام جيرون فان دير ڤال ومالكوم برينديد ألم تكن أيام ما كان إنتاج شركاتنا حول العالم يبلغ متوسط 3.4 مليون برميل يومياً، وتصنيف خبراءنا ومستشارينا الأفضل علي شركات العالم من حيث التصميمات والإدارة والتصدي لمشاكل الحقول والآبار قبل وقوعها وتحقيق أرقام إعجازية في إجراءات السلامة لمشاريع وتحديات مياه عميقة ومشروعات صديقة للبيئة في سخالين في وقت كانت شركات أمريكية وبريطانية منافسه تحترق لها منصات بحرية ويتسرب منها الخام والغاز في خليج المكسيك وبحر الشمال؟

بدأتم رحلة التحول والتغير منذ عشرة سنوات ألا يكفيكم عقد كامل من الفشل أدي إلى خسارة مشروعات واعدة في مجالي النفط والغاز واللهث خلف سراب الطاقة المتحولة والطاقة النظيفة والشعارات التي يرددها رئيسكم التنفيذي الحالي الذراع الأيمن لآندي براون الذي بدأ رحلة الضياع.

ماذا تنتظرون وتحذيراتي لكم مسجلة في محاضر ندوات ولقاءات ربع سنوية وسنغويه ومناقشات مباشرة بأنكم بأسلوبكم الاستفزازي الغير مدروس سيؤدي لخسارتكم مشروعات الشرق الأوسط بأكملها. مشروعات ثلثي الاحتياطي العالمي من النفط السهل easy oil والخبراء يعلمون معني المصطلح.

فرطتم في خبراء ومستشارين وكبار مهندسين بسبب فشلكم في الإدارة ، وكنتم تعرضوا أرباح وهميه آخر 7 سنوات تخدع حملة الأسهم إنكم تحققون مكاسب، وهي مكاسب معظمها من بيع أصول ، والآن تظهر آثارها السلبية علي تصنيفكم وسعر أسهمكم في البورصة العالمية كما تسئ لرمز الشركة ، والذي لطالما صمد في المقدمه بين أعظم ثلاث شركات عالمية منذ اربعينات القرن الماضي.

لا يزال الأمل موجود ولكن بعد التخلص من الفكر الإنجليزي العقيم ، وعودة الشركة للفكر الهولاندي المعتدل ( فكر فلاحين أوروبا التي يملك أهلها أذكي العقول الغربية) أيام الملكة الراحلة، وقتما كانت تتابع أنشطة الشركة حول العالم بنفسها وتناقش الأرباح والنجاحات لمشاريعنا حول العالم بصفتها مالكة لحصة لا بأس بها من الأسهم.

آه لو العالم يعرف أن خبراء شل العالمية (الحقيقيون) يعتزوا بأنفسهم وخبراتهم ورمز شركتهم أيام مجدها، للدرجة أنهم لا يعملوا لشركات أخري بعد بلوغهم سن التقاعد بل أنهم لا يهتموا لمناصب وزراء بترول في بلادهم مقارنة بعظمة وقدر مكانتهم في شركتهم الأم. ولكن بكل أسف إنهار كل هذا المجد علي أيادي قيادات لاتعرف عن الصناعة غير ما تسمعه في الاجتماعات وكورسات الإدارة الفنية الممنوحة لهم ، وحولت مشاريع الشركة وتحدياتها واستراتيجيتها إلى إدارة بنوك تفكر في تحقيق مكاسب حتي ولو من بيع أصول ومنح قروض؟

عندما أنظر لخريطة النفط والغاز في الشرق الأوسط واجدها شبه خالية اليوم من رمز المحارة البرتقالية أتحسر علي 17 سنه أضعتها من عمري كنت أعامل في المطارات وسفارات ووزارات البترول وشركاتنا حول العالم كسفير فوق العادة وكان مجرد رمز الشركة علي وثيقة سفري مفتاح ومجال تشريف لدخول أي بلد حتي إيران والصين وروسيا والجزائر والعراق .

الوقود الأحفوري سيظل المصدر الرئيسي للطاقة المائة عام القادمة ، وأترك لكم تتقلبوا في التجارب وبذل الجهد لإثبات عكس ذلك ، وفي الشتاء القارس في أوروبا والصيف الحار في بلادنا تبكون إرتفاع أسعار المحروقات والغاز لاهمال الشركات العالمية للنفط في تأدية عملها واللهث خلف نصائح قيادات تحمل شهادات بيزنس ادمينستراشين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *