ضُربت معظم دول العالم المتقدمة والهند ضربة قاتلة في أنظمة تشغيل البنوك والمصالح الحكومية والشركات والمطارات ضربة تكنولوجية أثرت بشكل كبير علي أجهزة الحاسوب وأنظمة التشغيل وتداول البورصات والحسابات البنكية وتشغيل المطارات وكافة الأنشطة اللوجستية والاقتصادية وربما العسكرية.
نجت مصر وروسيا والصين وبعض من الدول الغير متقدمة تكنولوجياً من آثار الهجمة في ملاحظة ملفتة للنظر لم يتم تحديد أسبابها لإنشغال العالم بلملمة خسائرهم وتأمين أسرارهم وظروف تشغيل بلادهم.
يقال أن ميكروسوفت قامت بتحديث أنظمة التأمين لبرامجها ضد الإختراق منذ بضعة شهور وأن أحد أسباب هذه المشكلة نظام التحديث الأخير.
واجتهدوا في تفسيرات واستخدموا نظرية المؤامرة وادعوا أن نظام التحديث الأخير تم من الأراضي وبموافقة خبراء أمريكا في وجود رئيس مايكروسوفت من أصول سوفيتية قديمة؟ وتركوا الباب لعشاق نظرية المؤامرة اللي انا منهم، يجتهدوا ويوجهوا أنظارهم وتفكيرهم في هذا الإتجاه!
ولكن أنا سأفسد علي أمريكا مخططها الخبيث هذه المرة ولا أتعجل في صدور الأحكام وأتريث إلى أن يدلوا كل جهة بدلوها وأستقبل من العالم وخبراؤه تحليلاتهم وفي النهايه أتبع أسباب ترضي فضولي علي معرفة ما حدث رغم أنها لم تؤثر عليا من قريب ولا بعيد ولكنها تهم أمن بلدي وأولادي طبعاً اللي أنا مسئول عنهم حتي قيام الساعة.
لفت نظري في المشكلة دي شوية ملاحظات اسمحوا لي أشاركهم معاكم علشان نفكر فيها مع بعض.
هذا الحادث تم وقت احتدمت فيه الإنتخابات الأمريكية والتلاعب في الأصوات وتهكير اللجان اللي بيستحب فيه توجيه أصابع الإتهام لروسيا وبوتين شخصياً والراجل نايم في بيته مظلوم ظلم صلاح منصور وسعاد حسني في رائعة العبقري صلاح أبو سيف الزوجة الثانية!
هذا الحادث أثر علي دولة الهند ويقال أنها رقم واحد في الدول النامية المتقدمة في مجال الكمبيوتر والبرمجة بل أخذت مكانه أعلي من بابا المجال أساتذتهم المصريين لدرجة أنهم فاقوا أولادنا في عدد تأشيرات العمل والهجره لأمريكا للعمل في هذا المجال. وذلك يؤكد مقولتي ورأي عن الهنود أنهم أساتذة تقليد وسرقة أفكار ولكنهم ليسوا creators أو مبدعين ولا مخترعين ولا مبرمجين جيدين. وكما يقال في المثل
” الميه تكذب الغطاس”.
مطارات الهند غرقانة في «شبر ميه» فين المبرمجين والعباقرة ولماذا المطارات المصرية والبنوك والشركات والمصالح الحكومية لم تتأثر بشكل ملحوظ؟
طبعاً البائسين والشباب العاطل عن العمل أول حاجة تخطر بباله أننا دولة غير متقدمة في مجال الكمبيوتر والبرمجة وأننا مشغلينها يدوي أو بلدي؟
يا راجل يا طيب دي مصر ومهندسيها ومبرمجيها مصنفة رقم 2 علي الدول النامية بعد الهند ( لا أعلم لماذا؟) و مصر متقدمه جداً في هذا المجال في جداول تقييم الدول الحديثة.
هل يعني نقل مصر لمركز حفظ المعلومات وحمايتها وادارة السيرفرات الحيوية للدولة عسكرياً ومدنياً في كهوف علي بعد ثماني أدوار تحت الارض شيئاً في عدم تأثر مصر كثيراً بهذه الأزمه؟. الله أعلم. لست متخصصاً لأجيب.
نستخلص من الأزمة العالمية دي مجموعة عبر ودروس؛
نحافظ علي منهج وسطية الأزهر الشريف في تعاملنا مع الغرب وأمريكا والعالم الخارجي عموماً عند شراء أسلحة وتكنولوجيا وبرامج وشراكات تنمية ثروات بترولية ومعدنية وخلافه استخدم مقولة ” حرصّ ولا تخّون “.
ما عاد هناك حاجة سالكة أو مباشرة بأمانة وتحفظ سر العميل. عندما تعلن شركة اتصالات عن عروض وخدمات مجانية! توقف وفكر لماذا يعرضوها بالمجان وهم يمتصون دماءنا في رفع أسعار خدمات وتسليمنا أهالي للعيال البروكرز بتوع العقارات والمشاريع الواقعة يعتدوا علي خصوصياتنا وراحة حياتنا.
لما تشتري طائرة من دولة كبيرة لازم تاخدها تفرزها وتفكك أنظمتها «حتة حتة» ونظام توجيهها الآلي والكمبيوتر بتاعها وأوامر تشغيله وأجهزة المراقبة وبعد الإنتهاء من ده كله تدرب طيارينك تكون عيونهم في وسط رأسهم ولا يسلم نفسه للطائرة غير لما يطمن لطوعها تحت ايده في الجو مرة واتنين وعشرة في أجواء وطلعات مختلفة.
حفظ الله مصر وابناءها الذين يسهرون علي تأمين بلادنا وبناء البنية التحتية التي تحافظ علي أمننا وسلامة ممتلكاتنا.
اختم كلامي برسالة تخيل كدة أنت حافظ فلوسك في بنك وصحيت تاني يوم ولقيت حسابك فاضي؟ ومعروف أن معظم البنوك الوطنية الجميلة بتأخد فلوسنا ولا تعطينا ورقة مختومة بالإيداع أو حتي تعطيك وثيقة أو مستند مختوم بخاتم قوي يثبت ايداعاتك أو الحركة علي الحساب؟ وتخيل أيضاً إنك حجزت رحلة سفر انت وولادك تسافر لبلد عملك أو رحلتك لزيارة بيت الله في عمرة وذهبت المطار واعتذروا لك وقالوا ما نعرفش حاجه عنك وتجادلهم يا أخوانا أنا حاجز ودافع أونلاين ولقيت كل جهدك وفلوسك راحوا أوف لاين؟
نقول الحمد لله ونقر ونعترف أن الوسطية في التعامل مع التكنولوجيا وفي كل شئ مطلوبة حتي نمتلك زمام أمورنا ونعتمد علي صناعتنا بنسبة 100% ونحمد ربنا علي وجود مؤسسة الأزهر الشريف ورجاله المخلصين في بلدنا.
الوسطية منهج حياة وتفكير إستراتيجي عام وليست أسلوب أو فكر ديني محدد حاول العلمانيون حصره في عبادات وشئون دينية.