انتعشت أسعار النفط من عمليات البيع التي هيمنت على مشهد السوق الأسبوع الماضي، وسط زيادة حدة التوترات في الشرق الأوسط، بعد تعرض سفينة لهجوم في البحر الأحمر ووصول الدبابات الإسرائيلية إلى وسط رفح.
ارتفع خام “غرب تكساس” الوسيط بنسبة 2.7% ليستقر فوق 79 دولاراً للبرميل. وجاءت المكاسب بعد انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر الأسبوع الماضي، ما أدى إلى وصول العقود الآجلة إلى منطقة ذروة البيع.
كما أدى الهجوم على ناقلة بضائع تديرها اليونان في البحر الأحمر، والتقدم الإسرائيلي في مدينة جنوب غزة، إلى إحياء علاوة المخاطر الجيوسياسية التي اختفت الأسبوع الماضي، عندما أثرت علامات وجود وفرة في الإمدادات أيضاً على النفط الخام.
قال فيشنو فاراثان رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في آسيا في “بنك ميزوهو” إلى أن “مجموعة من العوامل تشير إلى بعض الحساسية الصعودية في النفط، من الجغرافيا السياسية المشحونة، إلى خفض المخزونات، إلى توجه أوبك المفترض للحفاظ على القيود”. ومع ذلك، فإن “الوضع في غزة ليس سوى تحذير بعدم البيع بقوة، ولكن في الوقت نفسه عدم إطلاق العنان للرهانات الصعودية”.
مخاطر جيوسياسية
زاد سقوط جندي مصري في اشتباك مع القوات الإسرائيلية عند معبر حدودي في غزة من المخاطر على أسواق النفط، فضلاً عن غارة إسرائيلية قتلت نحو 45 فلسطينياً في مخيم للنازحين.
وعلى الرغم من التصعيد المستمر للحرب، فإن تدفقات النفط الخام من الشرق الأوسط -والتي تمثل ثلث الإمدادات العالمية- لم تتعرض للعرقلة. ومع ذلك، أدت هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر إلى تغيير مسار بعض التدفقات.
ارتفع النفط هذا العام بسبب المخاطر الجيوسياسية المستمرة وتخفيضات الإنتاج التي ينفذها تحالف “أوبك+” بنحو مليوني برميل يومياً، ومن المتوقع أن يمدد التحالف في اجتماع الأحد المقبل، القيود حتى النصف الثاني من السنة.
ومع ذلك، انخفضت الأسعار منذ أوائل أبريل وسط علامات على ضعف الطلب، مما تسبب في اقتراب عقود برنت الفورية من هيكل كونتانغو الهبوطي، الذي يشير إلى وفرة العرض مقارنة بالاستهلاك.
وسيبحث المستثمرون أيضاً عن علامات الطلب على الوقود في الولايات المتحدة بعد عطلة يوم الذكرى، والتي تمثل تقليدياً بداية موسم القيادة الصيفي.