بداية لماذا اختلف حال المدارس الرسمية لغات الآن عن ذي قبل؟
مما لا شك فيه أن بداية نشأة تلك المدارس كانت بداية قوية وصحيحة؛ فكانت تنتقي الطالب وولي الأمر انتقاء جيدا مما يوفر مناخا تعليميا مناسبا وبيئة ثقافية متقاربة تنعكس ايجابيا على الطلاب من الناحية العلمية والأخلاقية والثقافية، وتوفر التناغم والإنسجام بين الطلاب وأولياء أمورهم وأعضاء هيئة التدريس، مما أعلن لنا عن ميلاد نوع مميز من التعليم استطاع أن يدخل في منافسة شرسة مع التعليم الخاص ،ولكن لأن المنافسة كانت غير شريفة فقد تدخل أصحاب المصالح لتفريغ القرار رقم(٢٨٥)الذي نشأت على أساسه تلك المدارس من محتواه سواء برفع الكثافة التي وصلت في بعض الأحيان إلى ما يقرب من الستين طالبا في القاعة أو بإلغاء شرط أن يكون الأبوان حاصلين على مؤهل جامعي ؛ لمتابعة المستوى التعليمي لأولادهم وتقديم الدعم والمساندة لهم ٠
بالتأكيد أن هذه التعديلات أدت إلى انخفاض المستوى العلمي، و الأخلاقي لدى الطلاب في هذه المدارس، هذا بالإضافة إلي العجز الصارخ في اعداد هيئة التدريس والإداريين والعمال مما ينعكس على مستوى الخدمة في تلك المدارس ، ويصب في مصلحة المدارس الخاصة ويجعل ولي الأمر يقارن بين الماضي والحاضر ويشعر بالفرق الكبير في مستوى الخدمة منذ إنشاء تلك المدارس وما آلت إليه الآن ، ويتمنى أن يغمض عينيه ويعود إلى الماضي والعصر الذهبي لهذا النوع من التعليم على الرغم من أن تلك المدارس تساهم في اقتصاد مصر ؛ فهي بذلك ليست عبئا على الدولة وفي نفس الوقت نوع مناسب للطبقة المتعلمة متوسطة الدخل التي لا تستطيع مواجهة الأسعار الكبيرة للمدارس الخاصة ٠
ولذلك يجب علينا دعم تلك المدارس بكل قوة وتوفير سبل النجاح حتى تتمكن من المنافسة القوية ، مما يصب في النهاية لمصلحة العملية التعليمية ورفع مستوى الخدمة في تلك المدارس ٠
وفي النهاية نتمنى من الفاضل وزير التربية والتعليم أن يضع لتلك المدارس خطة عاجلة لرفع مستواها وإعادة كفاءتها لتساهم في رفع المستوى العلمي و الأخلاقي والثقافي لدى الجيل الجديد طبقا لخطة سيادته في دعم العملية التعليمية في كل مراحلها