بداية يجب أن نعلم أن التعليم القويم يحتاج إلى أسس قوية ومتينة ، ومن أهم هذه الأسس الثواب والعقاب، فقد لاحظنا في الٱونة الأخيرة من يتشدقون بأن التعليم لا يكون بالعقاب، بل ويتمسكون بأن العقاب ممنوع في التعليم ، فهل سأل أصحاب هذا الرأي أنفسهم كيف تعلموا ؟ وكيف تربوا ؟ وكيف أصبحوا رجالاً يعتمد عليهم ؟ أتمنى الإجابة.
هل ما وصل إليه شبابنا من تدن في الأخلاق وسوء في المعاملات، وعدم احترام للكبير سواء كان معلمه أو قريبه بل ويصل في أحيان كثيرة إلى والديه هل هذا يرضينا؟
الم نعلم أن الله تعالى الذي خلقنا وهو أعلم بما يضرنا و ما ينفعنا قد خلق الجنة ثوابا لعباده الصالحين و خلق النار عقاباً للعاصين الم نسأل أنفسنا هنا لماذا جعل الله هنا الثواب والعقاب ؟ لماذا لا نعترض و نقول لا يوجد عقاب ؟
يجب أن نعلم يا سادة أن الشريعة الإسلامية قد أقرت مبتدأ الثواب والعقاب كوسيلة لتعزيز السلوك الإيجابي وتقويم السلوك السلبي.
فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) ويقول أيضا (وجزاء سيئة سيئة مثلها)
فنجد أن الثواب في القرٱن من أهم الأساليب التربوية التي تعمل على تعزيز السلوك الإيجابي وتحفيز الأفراد على القيام بالأعمال الصالحة فيقول الله تعالى (ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)
كما يعد العقاب من الأساليب التربوية الفعالة في القرٱن ، حيث يساعد على تقويم السلوك السلبي وردع الأفراد عن القيام بالأعمال السيئة.
فيقول الله تعالى (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)
ويجب أن نعلم أن الثواب من الممكن أن يكون ماديا أو معنويا ،المادي مثل المكافٱت و الهدايا ، والمعنوي مثل المدح والثناء والتقدير.
كما أن العقاب من الممكن أن يكون ماديا أو معنويا أيضا فالمادي مثل العقاب البدني ، والمعنوي مثل التوبيخ و اللوم وكلمات الردع التي من شأنها تعديل السلوك.
وفي الختام يجب أن نعلم أن الثواب والعقاب في التعليم الهدف منه تعزيز السلوك الإيجابي وتحفيز الأفراد على القيام بالأعمال الصالحة المفيدة لهم و للمجتمع بما يخلق جيلا مميزا بأخلاقه الحسنة وتعليمه الذي يفيد به نفسه وأهله و مجتمعه.
أما بالنسبة للعقاب فالهدف منه تقويم السلوك السلبي وردع الأفراد عن القيام بالأعمال التي تسئ للفرد والمجتمع الذي يعيش فيه .
وفي النهاية يجب أن نفهم ونحسن تربية الأبناء الذين هم أملنا ومستقبل وطننا حتى نخلق جيلا يستطيع تحمل المسئولية ويكون عونا لنا في قادم حياتنا .

