10 سبتمبر، 2025
أخبار مصر مقالات

إبراهيم عبدالرازق يكتب: مسلسل التعدي على المعلمين.. صرخة إلى كل المسؤولين

 

«لا خير في مجتمع ضاع فيه حق المعلم»، فلا أحد ينكر أن المعلمين هم أساس العملية التعليمية، وهم الذين يجتهدون كل الجهد من أجل بناء الأجيال الجديدة في ظل التحديات الصعبة التي نواجهها في الفترة الأخيرة، كما يغرسون القيم الأخلاقية والفضائل السليمة والمبادئ القويمة في نفوس أبنائنا.
ومع ذلك، فإن الكثير من المعلمين يتعرضون للتعدي عليهم والإهانة في عملهم من بعض أولياء الأمور، بشكل سافر وفي ظاهرة غريبة انتشرت خلال السنوات الاخيرة، بدخول أولياء الأمور لحرم المدارس بالقوة، ويقتحموا الفصول الدراسية والتعدي على المعلم أثناء تأدية واجبه تجاه وطنه، وأمام طلابه، ويسحب إلى أقسام الشرطة مثله مثل من أعتدى عليه، لتهان كرامته امام من أعاناهم في طريق وصولهم إلى مناصبهم لخدمة وطنهم، وغاب عن الجميع أن إهانة المعلم هى إهانة إلى كل مسؤول امتدت إليه يد المعلم بالتلقين والدرس حتى وصل إلى ما هو عليه..

ولإيقاف مسلسل التعدي على المعلمين، نطلقها صرخة مدوية إلى كل المسؤولين في الوطن، إنقذوا المعلم من بين براثن الإهمال وجرائم التعدي عليه خلال تأديته واجباته وليست وظيفته تجاه وطنه، إنقذوا كرامته ووفروا له حمايته القانونية مثله مثل باقي موظفي الدولة، فالمعلم خرج من تحت يديه الوزير والقاضي والصحفي والمهندس والمحامي والضابط والعالم..  وغيرهم من باقي المهن التي يصان أصاحبها من التعدي عليهم..  أما المعلم.. فقد أصبح بمثابة «حمال الآسية» أو «عبدا حبشيا» ليس له أي حقوق غير ان يعمل بلا توقف او كلل، وليس له في المقابل لتأدية واجباته أي حقوق أو كرامة.
لقد تألمت وحزنت كثيرًا لما تعرضت له إحدى مدارس شرق شبرا الخيمة، من سيدة من أولياء الأمور التي قامت بالإعتداء على المدرسة والعاملين بها بأبشع وأسوأ الألفاظ التي يندى لها الجبين وتنفر من سماعه الآذان ومع أن المدرسة هي المعتدى عليها الا أن ما نشر عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي قد قلب الحقيقة رأسًا على عقب، وأظهر للرأي العام أن هذه مشكلة بين اثنتين من المعلمات، وأن هذه الألفاظ النابية صادرة من معلمة ومربية للأجيال، ومن الواضح من هذا المشهد أن الكثيرون يتسارعون في نشر الأخبار دون التأكد من حقيقتها أو نتائجها النفسية على من يهمه الأمر.
ومن الجدير بالذكر أن هذا الموضوع قد أساء إلى جميع العاملين بالمكان، وجعلهم يعيشون في حالة نفسية يرثى لها بسبب الضغط النفسي والعصبي والقهر والظلم الذي وقع عليهم دون ذنب أو جريمة اقترفوها.

فهم فجأة برغم الإعتداء عليهم والإهانة التي تعرضوا لها تقلب الموازين ويصيروا في أعين من حولهم مدانين، فكيف يعمل هؤلاء المعلمين تحت كل هذا الضغط والإساءة والظلم الذي يقع عليهم من هذا وذاك؟
هل ما يحدث هذا يخدم العملية التعليمية؟
ولمصلحة من هذه الحملة الشنعاء ضد المعلمين؟
ولذلك يجب حماية المعلمين بما يلي:
(١) تطبيق القوانين الصارمة التي تمنع التعدي على المعلمين وإهانتهم بمدارسهم وأمام طلابهم، ومحاولة البعض التقليل قيمته وشأنه.
(٢)تعزيز الوعي بأهمية الدور الذي يقوم به المعلمون في المجتمع
(٣)ضرورة التأكيد على التمسك بالقيم الدينية و الأخلاقية التي تميزنا بها
كما يجب على كل طوائف المجتمع أن تدرك دور المعلمين وأن تحميهم من التعدي عليهم والإهانة التي يتعرضون لها ٠
ويجب أن نعمل جميعًا على تعزيز مكانة المعلمين وتحسين ظروف عملهم، أم أن على المعلم أن يقبل الإهانة وهو صاعرا خده للناس، وألا يكون له أي رد فعل، ضد من تعدى عليه داخل ديوان مدرسته، وإذا دافع عن نفسه يتحول إلى وحش كاسر يتعدى على الناس  ويرؤق مضاجعهم، بإدعاء الخوف على أبنائهم.

وفي النهاية أدعوا الجميع إلى تحري الدقة والصدق في نقل الأخبار عبر الإنترنت حتى لا نظلم أحد بدون ذنب أو جريمة اقترفوها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *