إبراهيم عبد الرازق يكتب: أخلاق الشباب الآن ..وعلاقته بالتعليم والدين

الشباب عماد الأمة وأساس نهضتها وتقدمها؛ لأنهم سوف يتحملون مسؤولية تقدم البلاد ونهضتها في كل القطاعات ، ولكننا نلاحظ أن أخلاق الشباب في العصر الحديث تتعرض للكثير من التحديات مما ينعكس على سلوكهم وتفاعلهم مع المجتمع المحيط بهم .
ومن أهم العوامل المؤثرة في أخلاق شبابنا:
التعليم: فنلاحظ أن التعليم له دور كبير في بناء أخلاق الجيل الجديد، ولكن من المؤسف أن التعليم حاليا يركز على الجانب العلمي أكثر من الجانب الأخلاقي، فالتعليم أصبح ليس له علاقة بتربية الجيل الجديد فصار الصغير لا يعرف شيئًا عن إحترام وتقدير الكبير، كما صار الكبير لا يدرك شيئا عن العطف على الصغير .
أما بالنسبة للدين فيعتبر مصدرًا مهما للأخلاق والقيم.
وعلى الرغم من ذلك نجد أن الكثير من الشباب يبتعدون عن الدين لأننا مقصرين في تربيتهم التربية الدينية الوسطية التي توضح لهم صحيح الدين الذي يدعونا إلى التسامح والألفة والمحبة والمعاملة الحسنة مع بعضنا ، وأن العفو والتسامح ليس ضعفًا منا ، حيث قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (القوي من يملك نفسه عند الغضب ) أي أن قوة الإنسان ليست في غلبة غيره والنيل منه بل قوته في التحكم في نفسه عند الغضب .
ويقول الله تعالى(فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) ومن منا لا يتمنى أن يكون أجره وثواب عفوه عن من ظلمه من الله ومن المؤكد أن الأجر والثواب عندما يكون من الله سوف يكون عظيمًا.
ومن ناحية أخرى يجب على وسائل الإعلام أن تلعب دورًا بارزًا في تشكيل أخلاق الشباب،وذلك ببث البرامج الهادفة التي تربي في الشباب العادات والتقاليد والقيم السليمة وأن تركز على الرموز والشخصيات الوطنية والدينية المعتدلة لتكون قدوة لهم يقتدوا بها والبعد عن البرامج والمنصات الإعلامية والأفلام والمسلسلات التي تروج للقيم السلبية والمحتوى غير الأخلاقي، مما يؤثر تأثيرًا سلبيًا على سلوك الشباب .
كما أن الوسط الإجتماعي الذي ينشأ فيه الشباب له دور كبير في تشكيل أخلاق الشباب، وللأسف نجد بعض هذه البيئات الإجتماعية تروج للقيم السلبية، والسلوكيات الغير أخلاقية مما يكون له سيئ الأثر على الشباب .
وفي النهاية يجب علينا جميعا أن نتحمل مسؤلياتنا في مراقبة سلوك أبنائنا ومحاولة تعديله اولًا بأول .
كما يجب علينا تعزيز التعليم الأخلاقي، والدور الديني ،ومراقبة وسائل الإعلام، وتشجيع البيئة الإجتماعية الإيجابية لتشجيع الشباب على اكتساب القيم الأخلاقية والفضائل السليمة