إن احترام وتقدير الكبير هو من أهم القيم الأخلاقية التي حثت عليها الأديان السماوية وخصوصا الإسلام حيث قال الله جل جلاله (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا).
فنجد أن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بضرورة الإحسان إلى الوالدين ، وحسن معاملتهما بعد الأمر بعبادته مباشرة ، وهذا دليل على مكانة ومنزلة الوالدين عند الله تعالى وكيفية احترامهما وتقديريهما وحسن التعامل معهما.
كما قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويعرف حق كبيرنا -أو يوقر كبيرنا)صدق رسول الله صلى الله عليه
وهنا يدعونا الحبيب المصطفى إلى ضرورة أن يحاط الصغير بالعطف والرحمة من الكبير حتى يشب الصغير متشبعا بالحنان والرحمة كما يجب علينا أن نربيه على احترام وتقدير الكبير حتى يسود المجتمع جو من المودة والرحمة والتقدير والاحترام بين الصغير والكبير .
وقد قال الله تعالى عندما أراد أن يمتدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإنك لعلى خلق عظيم).
وهنا نجد أن القرٱن الكريم جعل الأخلاق الحميدة في اعلى الدرجات وأن صاحب الأخلاق الكريمة منزلته عالية عند الله و عند الناس.
ولذلك نجد أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن من خياركم أحسنكم أخلاقا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهنا تأكيد من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن أفضل الناس عند الله تعالى هو أحسنهم أخلاقا ورحمة وتقديراً ودعما لغيره.
والأسرة بما انها النواة الأولى في المجتمع فإنه يقع على عاتقها الدور الأول في تعليم الأطفال احترام وتقدير الكبير منذ الصغر فهى عندما تنشئه على احترام الوالدين والأقارب وتربي فيه ٱداب الحوار الراقي ومعاملة من هو أكبر منه سنا كما يعامل والديه فإن ذلك سوف يعزز القيم الأخلاقية والإنسانية في المجتمع ، كما يؤدي إلى تحسين العلاقات بين أفراد المجتمع ويعزز التواصل الإيجابي بينهم.
لذلك يجب أن يكون الٱباء قدوة حسنة لأبنائهم في احترام وتقدير الكبير ؛ لأنه ليس منطقياً أن يكون الأب فاقداً للأخلاق الكريمة وسئ التعامل مع الٱخرين ونطلب من نجله احترام وتقدير الكبير فما يفعله الٱباء ينعكس على الأبناء وخصوصاً في تلك المرحلة الصعبة التي أصبح تعليم السلوكيات معتمدا على الميديا دون مراقبة من داخل البيت أو خارجه.
ومن هنا يجب على المدرسة القيام بدورها التربوي في متابعة سلوكيات وأخلاق التلاميذ وتعديلها والتواصل الإيجابي بين المعلمين و أولياء الأمور لمتابعة أخلاق التلاميذ والتعاون في تعديلها وسط جو من الثقة والاحترام المتبادل بين الطرفين مما يصيب في النهاية لمصلحة أبنائنا

