بداية لا نستطيع أن ننكر الجهود الغير عادية المبذولة من وزير التربية والتعليم ؛من أجل إصلاح منظومة التعليم في مصر، وإصدار لائحة تنظم العلاقة بين المدرس والطالب وولي الأمر وتحفظ حقوق المعلمين والطلاب وتشدد على عدم التعدي على المعلمين بالقول ،أو الفعل ولكن رغم كل هذه الإجراءات إلا أنه مازالت المدارس تئن مما يواجهها من مشكلات سواء من الطلبة الذين يتباهون بالسب والشتم والإهانة لمن يحملون أفضل مهنة على ظهر الأرض ألا وهم المعلمون الذين هم ورثة الأنبياء، أو من أولياء الأمور الذين يتعدون على المعلمين والمعلمات بالقول والفعل بل و يشجعون أبناءهم على التعدي على المعلمين والمعلمات فإذا كانت هذه أخلاق الكبار فماذا ننتظر من ذويهم أن يفعلوا بالمعلمين ؟
لذلك يجب أن تكون البداية من العودة لتفعيل منهج التربية الدينية كما كان سابقا على أن يكون المنهج ملما بالعبادات ، والعقائد والسيرة النبوية والمواقف الحياتية التي تفيد الطالب في حياته ؛ وذلك لتربية هذا الجيل تربية دينية وسطية تستطيع أن تفهم منزلة العلم و العلماء و تقدر المعلم وتحترمه ونعيد الأحاديث النبوية الشريفة ،والآيات القرآنية والأشعار الهادفة والدروس التي تحث التلاميذ على ضرورة التمسك بالقيم الدينية و الأخلاقية التي نشأ عليها أسلافنا ٠ وأن نتعلم العبر والعظات من سير السابقين والصالحين ولا ننساق خلف الشخصيات الفاسدة ونقلدها تقليدا أعمى دون تفكير ٠
تلك الشخصيات التي أفسدت شبابنا بما تقدمه في وسائل الإعلام من أغاني هابطة ليس لها معنى،أو مسلسلات تدعو إلى الفسوق و الأفعال البذيئة والأخلاق السيئة التي لا تمت بصلة إلى العادات والتقاليد والقيم السليمة التي يجب أن نتحلى بها ونتمسك بها ٠
كما يجب أن يشترك المجتمع المدني بكل مستوياته في منظومة الإصلاح التعليمي فنقوم بتنظيم لقاءات وندوات يحاضر فيها المتخصصون من رجال الدين والتربية والتعليم لشرح أبعاد المشكلة وطرق حلها بما يتناسب مع ظروف العصر الحديث ولابد أن يقتنع الجميع أن المشكلة تخصنا جميعا وتخص بلدنا الحبيب مصر وواجب بل وفرض علينا التكاتف لحل هذه المشكلة
وفي النهاية نحن لسنا بأقل من الكثير من الدول التي وضعت يدها على المشكلة مثل ماليزيا وتايوان واندونيسيا والهند الذين كانوا يعانون من الكثير من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسياسية وعندما قاموا بإصلاح المنظومة التربوية والتعليمية والأخلاقية انعكست تلك الإصلاحات على كل قطاعات الدولة فأصبحت تلك الدول من الدول الرائدة في الكثير من المجالات هذا يعني أن التعليم الصحيح هو قاطرة التنمية والبناء في كل القطاعات