تقترب خطط تطوير احتياطيات نفطية في العراق تُقدَّر بـ9 مليارات برميل من توقيع صفقة نهائية، في خطوة من شأنها أن تدعم خطط بغداد لرفع طاقتها الإنتاجية إلى 8 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2027.
وستستند صفقة شركة بي بي البريطانية لتطوير حقول النفط والغاز في كركوك بالعراق، إلى نموذج تقاسم الأرباح.
ووقّع العراق وشركة بي بي اتفاقًا مبدئيًا في 1 أغسطس (2024) لتطوير 4 حقول للنفط والغاز في كركوك شمال العراق، قدّرت عملاقة النفط البريطانية أنها تحتوي على نحو 9 مليارات برميل من النفط القابل للاستخراج.
ومن المتوقع التوصل إلى اتفاق نهائي حول تطوير احتياطيات نفطية في العراق بوساطة شركة بي بي البريطانية، بحلول نهاية العام الجاري (2024).
حقول النفط والغاز في كركوك
من المتوقع أن توقّع وزارة النفط وشركة بي بي، التي تعود إلى الحقل بعد غياب دام نحو 5 سنوات، اتفاقية سرّية خلال الأسبوع الجاري، وبعدها ستسلّم العراق حزمة البيانات الخاصة بحقول النفط والغاز في كركوك، حسبما ذكرت رويترز.
وفي أواخر عام 2019، انسحبت شركة بي بي من حقل نفط كركوك بعد انتهاء عقد الخدمة الذي أبرمته في عام 2013، دون التوصل إلى اتفاق بشأن توسعة الحقل.
يأتي تحول العراق إلى عقود تقاسم الأرباح وهو أكبر تغيير منذ عقود في طريقة تعامله مع شركات النفط العالمية محاولةً لجذب المزيد من الأموال إلى قطاع النفط والغاز من أجل تطوير احتياطياتها الضخمة.
توفر نماذج تقاسم الأرباح حصة من الإيرادات بعد خصم الرسوم الملكية ونفقات استرداد التكاليف، بدلًا من صياغة الصفقات على أساس شروط الخدمة الفنية التي كانت مطبَّقة في السابق.
وتدفع عقود الخدمات الفنية التقليدية سعرًا ثابتًا لكل برميل نفط يُنتَج بعد تعويض التكاليف، وهي أقلّ ربحًا للمستثمرين الأجانب من شروط تقاسم الإنتاج.
وكان العديد من شركات النفط الكبرى قد اشتكى من أن شروط عقود الخدمة النفطية التقليدية تعني أنها لا تستطيع الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط، وتخسر عندما ترتفع تكاليف الإنتاج.
صفقة بي بي
تتضمن صفقة بي بي التي وقّع العراق على مذكرة تفاهم حولها مطلع الشهري الجاري، إعادة تأهيل وتطوير حقول شركة نفط الشمال الـ4 في كركوك، وهي كل من حقل كركوك بقبتيه (بابا وأفانا) وحقل باي حسن وحقل جمبور وحقل خباز، مع إمكان الاتفاق على حقول أو رُقع استكشافية أخرى.
ومن المقرر أن تشرع شركة النفط البريطانية بي بي بوضع خطة رئيسة لتعزيز الطاقة الإنتاجية لحقول النفط والغاز في كركوك، من خلال إعادة تأهيل المرافق القائمة، إذا لزم الأمر، وبناء مرافق جديدة تشمل التوسع في مشروعات الغاز وبرنامج للحفر في حقول كركوك، من شأنه العمل على استقرار الإنتاج وعكس انخفاضه.
ووقّعت شركة “بي بي” ووزارة النفط العراقية خطاب نوايا في عام 2013، لدراسة تطوير حقل كركوك النفطي العملاق، لكن الصفقة عُلّقت في عام 2014.
وانسحبت الشركة البريطانية من حقل النفط الواقع في الشمال في أواخر عام 2019، بعد انتهاء عقد الخدمة المُبرَم عام 2013، من دون التوصل إلى اتفاق على توسعة الحقل.
وتعدّ شركة بي بي واحدة من أكبر الجهات الأجنبية الناشطة في قطاع النفط في العراق، حيث يعود تاريخ إنتاج النفط إلى عشرينيات القرن الماضي، عندما كان البلد ما يزال تحت الانتداب البريطاني.