كتب فتحي السايح
أعلنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة وشركة مينا فارم للأدوية عن شراكة استراتيجية لتعزيز التعليم والبحث والابتكار في مجال التكنولوجيا الحيوية والأدوية في مصر والمنطقة وأفريقيا. ستسهم الجامعة، من خلال هذه الشراكة الجديدة، في إنشاء أول أكاديمية أفريقية للتكنولوجيا الحيوية عبر دعمها لتصميم المناهج الدراسية وعمليات الاعتماد والتكامل الأكاديمي. تُقدّم هذه الشراكة نموذجًا مبتكرًا لدمج التميز الأكاديمي للجامعة الأمريكية بالقاهرة مع ريادة مينا فارم في صناعة الدواء، كما تسهم في تأهيل طلاب الجامعة للتفوق المهني في قطاع التكنولوجيا الحيوية سريع النمو.
صرّح الدكتور إيهاب عبد الرحمن، وكيل الشئون الأكاديمية للجامعة الأمريكية بالقاهرة، قائلاً: “سيُوسّع هذا التعاون بشكل كبير المسارات الأكاديمية العملية المتاحة لطلابنا في قطاع يحتاج بشدة إلى الكوادر المحلية الماهرة”. وأضاف: “من خلال التعاون مع مينا فارم، تُؤكد الجامعة الأمريكية بالقاهرة التزامها بإعداد الجيل القادم من قادة التكنولوجيا الحيوية”.
يسهم هذا التعاون في تيسير تبادل المعرفة بين الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومينا فارم من خلال ورش عمل مشتركة ومشاريع بحثية ومؤتمرات ومحاضرات لخبراء من أعضاء هيئة التدريس سواء من الجامعة أو من خبراء مينا فارم. وتفتح هذه الشراكة آفاقًا وظيفية جديدة لطلاب التكنولوجيا الحيوية، حيث ستدعم الجامعة الشركة من خلال تحقيق التواصل بينها وبين الخريجين المؤهلين للتوظيف. كما سيتولى متخصصو مينا فارم تقديم الإرشاد والتوجيه لطلاب الدراسات العليا ودعم مشاريع أطروحاتهم ضمن برنامج التكنولوجيا الحيوية بالجامعة.
يقول الدكتور شهير البرديسي، الرئيس التنفيذي المشارك وعضو مجلس الإدارة التنفيذي في مينا فارم: “تجمع هذه الشراكة خبرة مينا فارم الممتدة على مدار 25 عامًا في التصنيع الحيوي والبحث والتطوير مع التميز الأكاديمي للجامعة الأمريكية بالقاهرة، مما يعزز تطوير التعليم والبحث في مجال التكنولوجيا الحيوية”. وأضاف: “نهدف معًا إلى تطوير صناعة التكنولوجيا الحيوية في الأسواق الناشئة من خلال ثروة من الموارد الفكرية والتقنية”.
ووفقاً للشراكة الجديدة سيشغل الدكتور البرديسي عضوية المجلس الاستشاري الصناعي للجامعة الأمريكية بالقاهرة، والذي يضم مجموعة من المتخصصين والخبراء في هذا المجال الذين يقدمون المشورة بشأن اتجاهات الصناعة وفرص تطويرها. ستُقدّم الشركة أيضًا الدعم الفني مع إتاحة الوصول إلى مرافقها ومختبراتها لإجراء مشاريع البحث المشتركة.
تولى الدكتورأندرياس كاكاروجكاس، الأستاذ المساعد في علم الأحياء الخلوي والجزيئي ومدير برنامج الدراسات العليا في التكنولوجيا الحيوية بقسم نانسي هوبكنز للأحياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قيادة تطوير هذه المبادرة من خلال البحث عن شريك صناعي لديه القدرة على التعاون في مشاريع بحثية مشتركة وتوفير فرص للتعليم التجريبي.
يقول الدكتوركاكاروجكاس: “ستتيح هذه الشراكة لطلاب التكنولوجيا الحيوية العديد من الفرص لاكتساب خبرة عملية من خلال تلقي التدريب في الشركة للاطلاع على آلية عمل الصناعة مقارنةً بالمجال الأكاديمي، مما يُساعدهم على اتخاذ قرارات أكثر كفاءة بعد التخرج”.
تقتصر المشاركة في هذه المبادرة الجديدة في الوقت الحالي على طلاب برنامج الدراسات العليا في التكنولوجيا الحيوية بالجامعة، لكن يشير كاكاروجكاس إلى أن هناك مجالًا للنمو، موضحاً أن نطاق الشراكة يُمكن أن يمتد لما هو أشمل من هذا البرنامج، حيث يُمكن لأقسام التصنيع والبحث والتطوير في مينا فارم أن تُوفر أيضاً فرصًا لطلاب الجامعة في أقسام الهندسة وإدارة الأعمال.
تأتي هذه الشراكة الجديدة في إطار التزام الجامعة الأمريكية بالقاهرة بتعزيز البحث والابتكار مع خلق فرص للطلاب لاكتساب الخبرة العملية في مجال التكنولوجيا الحيوية، وهي صناعة حيوية لمستقبل القطاع الصحي والتنمية الاقتصادية في مصر والعالم.

