فى الرحلة الثالثة للأبكس.. تحولت البوصلة من منطقة خليج السويس وجبال الجلالة إلى الغرب لتعبر النيل قاطعة الطرق الجديدة الرائعة إلى بدايات مكاشف جيولوجيا الصحراء الغربية بمنطقة محمية قبة الحسنة وأبو رواش…وتحمل معها أكثر من 40 جيولوجى ومهندس من العاملين بقطاع البترول من أول رؤساء الشركات مثل المهندس أحمد مصطفى رئيس شركة بترونفرتيتى والمهندس أسامة البغدادى رئيس شركة بتروزنيمة إلى أصغر الشباب من الجنسين ومن العاملين بالشركات المختلفة كشركة بترول خليج السويس والشركة العامة للبترول وشركة خالدة وبتروسلام ونوربتكو وبترونفرتيتيى.
وكانت الرحلة بمصاحبة الدكتور عادل رمضان أستاذ الجيولوجيا التركيبية بجامعة عين شمس وأحد أميز أساتذة الجيولوجية التركيبية وكذا الدكتور أحمد نيازى أستاذ الصخور الرسوبية والطبقية بجامعة القاهرة وهما من اميز اساتذة الجيولوجيا فى مصر.
وكان هدف الرحلة نقل الخبرات العملية والجيولوجية السطحية للزملاء المهندسين والجيولوجيين وعمل محاكاة وصورة حية متكاملة للنظام البترولى فى المنطقة وفى الصحراء الغربية من حيث التراكيب الجيولوجية والمصائد البترولية وانواع الصخور الرسوبية وصخور المصدر Mother or source rocks. وعرض محاكاة عن إحتمالية وكيفية تكوين البترول وكيفية الهجرة من صخور المصدر الى الخزان. وكان هناك تفاعل رائع بين الجيولوجيين والمهندسين و الأساتذة ومناقشات علمية رائعة تعكس فكر الزملاء مع إنارة علمية وإزاحة النقاط المبهمة من الأفكار العلمية والوصول الى حلول ونتائج مميزة و مستنيرة.
وكانت الرحلة تحت إشراف دكتور أحمد عبد الفتاح رئيس الجمعية ودكتور محمد رضوان الأمين العام ودكتور عبد المنعم أبو شادى مساعد رئيس الشركة للإستكشاف بشركة بترونفرتيتى.
إن قبة الحسنة أحد أهم المكاشف الجيولوجية فى مصر والعالم وقبة الحسنة هي واحدة من المحميات الفريدة في القاهرة، مصر. تقع في منطقة أبو رواش التي تقع على بعد حوالي 8 كيلومترات من أهرامات الجيزة الرائعة ، و كما يصل أقصي إرتفاع لقبة الحسنة 149 م عن سطح البحر في الجزء الغربي منها، أما أقصي إرتفاع في الجزء الشرقي فيصل إلي 109 م .
وتنقسم المحمية إلى قسمين عن طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي. اشتق اسمها من تلالها التي لها شكل قباب ومن موقعها في وادي الحسنة. إنها فريدة من نوعها، وعلى الرغم من صغر مساحتها، إلا أنها تحتوي على تكوينات جيولوجية وصخور وأصداف بحرية استثنائية إلى جانب مجموعة متنوعة من الحفريات لبعض النباتات والشعاب المرجانية والحيوانات التي يعود تاريخها إلى حوالي مائة مليون عام.
تم إنشاؤها كمنطقة محمية خلال عام 1989 م ولكن تم اكتشافها في منتصف القرن التاسع عشر.
و تعتبر محمية قبة الحسنة متحفًا ومعهدًا علميًا متخصصًا يساعد فى دراسة علوم الأرض والتراكيب الجيولوجية المختلفة، من طيات وفوالق كما يمكن مضاهاتها بالتراكيب المماثلة فى الصحراء الغربية، كما تمثل المحمية تركيبا جيولوجيا معقدا، وهو جزء من تركيب أكبر معروف باسم تركيب أبو رواش، وللمحمية أهمية علمية وثقافية بالغة للمهتمين بدراسة علم الجيولوجيا فى شتى أنحاء العالم حيث تعتبر متحفا طبيعيا مفتوحا للحياة القديمة على سطح الأرض خلال عصر الطباشيرى العلوى، أى منذ نحو 100 مليون سنة مضت.
تعكس قبة الحسنة بمظاهرها الطبوغرافية وتركيبها الجيولوجي تاريخاً مميزاً إذ أنها المنطقة الوحيدة قرب القاهرة التي يبرز منها علي السطح مكشف من العصر الطباشيري الأعلى وسط محيط من صخور العصر الحجري الذي تكون منذ 60 مليون سنة تقريباً وأيضاً العصر الصخري الذي يرجع عمره إلي 40 مليون سنة مضت . ومن أهم ما يميز هذه المنطقة المحتوي الحفري والذي تتجمع مكوناته في شكل مستعمرات محفوظة حفظاً جيداً وكأنها متحف مفتوح .
ذلك المتحف الذى يعكس الكثير من جيولوجيا الصحراء الغربية التى يمكن محاكاتها بها حيث تنتج شركات البترول معظم انتاجها من طبقات العصر الكريتاوى كما تتميز التراكيب الجيولوجية فى الصحراء الغربية بأشكالها القبابية كمثيلتها فى تلك المنطقة لذلك تعتبر هذه الرحلة نموذج تعليمى امام العين لجيولوجيا الصحراء الغربية التحت سطحية.
وتتميز المنطقة بأفضل الحفريات المرشدة التى تدل على البيئات القديمة، حيث يوجد حفريات مرشدة للحيوانات المرجانية ساعدت على تحديد عمر طبقات الصخور القديمة، ويرجع تركيب أبو رواش إلى عملية تحدب فى أواخر العصر الكريتاسى على شكل سلسلة متعاقبة من القباب والمقعرات ومحورها الأساسى يسير فى اتجاه الشمال الشرقى، وحولت المنطقة إلى جزيرة من الكريتاوى الأعلى ظلت مرتفعة حتى بعد أن غمرت مياه بحر الأيوسين المنطقة المحيطة كلها، ويعتقد أن الضغوط التى سببت هذا التحدب أتت من اتجاه الشمال الغربى (عمودى على محور الطيات)، حيث تعرضت المنطقة لعدد من الفوالق التى تأخذ اتجاه شمال غرب عمودى على محور الطيات، مما ساعد على زيادة وعورة تضاريس المنطقة، كما أن هذه الانكسارات كانت المنافذ التى تخللها طفح البازلت، خاصة منطقة تل الزلط.
والمحميات الطبيعية فى مصر مصدر الإلهام فى كل تفصيلة تخصها، حيث تملىء أراضيها الكنوز الطبيعية، والتكوينات الجيولوجية الفريدة والمتنوعة ، فهى الدولة الوحيدة بالعالم التى تضم أكثر من 30 محمية طبيعية فى كل محافظات مصر. هذه هى مصر التى تعبر عن مكنونها من الثروات فى كل حدب وفى كل حين.
