30 أكتوبر، 2025
البترول مقالات

الدكتور أمير أحمد صالح يكتب: الادعاء الكاذب والتشهير بين الدين والعادات

في زمن أصبح الكلام فيه أسرع من التفكير والاتهام أسهل من السؤال ظهر خطر كبير يهدد العلاقات والأخلاق “الادعاء الكاذب والتشهير بدون أي دليل”

الكلمة التي تقال في لحظة غضب أو غيرة أو كره ممكن تدمر سمعة إنسان وتكسر قلب عيلة كاملة وتخلق جرح لا يلتئم.

من ناحية الدين فالإسلام كان واضح جدا في تحريم الكذب والبهتان

قال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” (سورة الحجرات – آية 6)

وهذا دليل صريح إن ربنا أمرنا بالتحقق قبل ما ننشر أو نحكم أو نتكلم.

والنبي ﷺ قال: “كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع”

يعني مجرد نقل الكلام بدون تحقق يعتبر كذب، فكيف لو كان فيه تشهير متعمد؟

أما من وجهة نظر العادات والتقاليد

فالمجتمعات العربية بطبيعتها تحترم “الستر” وتعتبر التشهير عيب كبير، لأنه يمسّ الشرف والكرامة.

الناس زمان كانت تقول: “الستر زينة والسمعة رأس مال.”

يعني الشرف أغلى ما يملك الإنسان والتشهير يعتبر خيانة للقيم الأصيلة التي تربينا عليها.

لكن للأسف مع انتشار السوشيال ميديا بقى البعض يستخدم الكلام كسلاح يرموا تهمة أو شائعة من غير خوف ولا ضمير.

وهذا ليس شجاعة انها إهانة للإنسانية وخرق لكل مبدأ من مبادئ الدين والرجولة والكرامه.

من الطبيعي إن العادات الحقيقية والدين يتفقوا ان الادعاء بدون دليل جريمة أخلاقية قبل ما تكون قانونية.

فالكلمة مسئولية، واللسان أمانة، والستر فضيلة.

ولا يصح ان نحكم على الناس بظن أو شائعة، لأن كل ظلم يرجع على صاحبه في يوم من الأيام.

قال رسول الله ﷺ: “من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة.”

وقبل ما تنطق بكلمة، اسأل نفسك:

هل أنا متأكد؟ وهل الكلمة فيها نفع ولا ضرر؟

لأن الكلام ممكن يكون دواء… وممكن يكون سمّ.

الادعاء الكاذب لا يدمر الذي قيل عليه فقط ولكن يدمر الذي قاله أيضا لأن الكذب والتشهير يكسروا نقاء القلب ويطفئوا نور الضمير.

خلينا نرجع لأصلنا.. الستر والحياء والاحترام.

نحافظ على لسانا من الظلم وعلى قلوبنا من الحقد وعلى مجتمعنا من الفتنة.

فالكلمة الصادقة ترفع والكلمة الباطلة تهدم..

ومن اختار الصدق… اختار الكرامة والدين والإنسانية في آن واحد..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *