30 أكتوبر، 2025
مقالات

الدكتور برهان الدين محمديكتب:  في قلب الجيزة ..تنهض أعجوبة مصر الجديدة

في لحظة تاريخية تشهدها مصر يوم السبت القادم في افتتاح المتحف المصري الكبير الواقع قرب هضبة الجيزة، ليشكل معلماً ثقافياً وسياحياً من الطراز الأول.

يوم السبت القادم سوف تكون مصر محور حديث العالم وهي بتستعرض معالم حضارتها التي تمتد منذ فجر التاريخ، المتحف المصري الكبير على مساحة أكبر من ٣٠٠ ألف متر، أكثر من ١٠٠ ألف قطعة أثرية من الحضارة المصرية القديمة

‏ويعد المتحف من أكبر المتاحف في العالم وبيحتوي على كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون والتي سوف تعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته في نوفمبر ١٩٢٢، وسوف يضم مجموعة الملكة حتب حرس أم الملك خوفو مُشيد الهرم الأكبر بالجيزة متحف مراكب الملك خوفو، والمقتنيات الأثرية المختلفة منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني.

الافتتاح ليس مجرد حدث احتفالي، بل هو خطوة استراتيجية في مسار التنمية السياحية المصرية، ومحور مهم في رؤية مصر لتعزيز مكانتها على خارطة السياحة العالمية.

افتتاح المتحف يأتي في توقيت بالغ الأهمية مصر تستهدف زيادة قوية في عدد الزوار الخارجيين، وتوسيع حصتها من سوق السياحة العالمية.

وسوف يحقق المتحف جذب ملايين الزوار سنويّاً، ما يعزز الإيرادات ويخلق فرص عمل في قطاع الضيافة والخدمات، وتحسين صورة مصر السياحية، من خلال تقديم تجربة عالمية المستوى لزوار الداخل والخارج، مما يفتح الباب لتسويق جديد ولقطاعات سياحية متخصصة (ثقافية، تعليمية، عائلية).

إن افتتاح المتحف المصري الكبير يمثل أكثر من مجرد إضافة لمشهد المتاحف في العالم؛ إنه استثمار في الهوية المصرية، وفي صناعة السياحة، من خلال الربط بين الماضي والحاضر، والتكنولوجيا والتراث، وبين الزائر والمشهد الحضاري، فإن المتحف يمكن أن يكون نقطة تحول في كيفية رؤية العالم لمصر، وفي كيف تنظر مصر إلى مكانتها كمقصد ثقافي وسياحي.
الخطوة المقبلة تكمن في تحويل هذا المشروع الضخم إلى تجربة يومية، إلى لقاء حيّ مع التاريخ، وإلى عامل جذب مستدام يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال العائد المادي من المتحف المصري الكبير لا يأتي من مصدر واحد فقط، بل من عدة قنوات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، تخلق تأثيراً واسعاً على الدخل القومي المصري وقطاع السياحة، وعلي حسب التقديرات يمكن أن تصل الإيرادات السنوية إلى 100–200 مليون دولار فقط من التذاكر.

المتحف يجذب الزائر إلى القاهرة، لكنه في الغالب يمتد إلى زيارة الأهرامات، الأقصر، أسوان، وسيناء، هذا يعني المزيد من الإقامات الفندقية، وتذاكر الطيران، والمواصلات، والمطاعم، والهدايا.

وجود المتحف يجعل الرحلة أكثر قيمة، ما يشجع السائح على إنفاق أكثر، حيث تشير دراسات وزارة السياحة إلى أن السائح الثقافي ينفق 30–50٪ أكثر من السائح العادي.

المتحف نفسه وفر آلاف الوظائف المباشرة (مرشدين، موظفين، أمن، فنيين)، والمناطق المحيطة (فنادق، مطاعم، متاجر) استفادت بزيادة الطلب على العمالة.

وبحسب تقارير وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة
من المتوقع أن يحقق المتحف عائدًا اقتصادياً يتجاوز مليار دولار سنوياً عند استقرار حركة السياحة.
كما يسهم في رفع نسبة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي المصري إلى أكثر من 15٪ خلال السنوات المقبلة.‏

تحيا مصر .. تحيا مصر ويحيا من أسهم ونفذ تلك الفكرة الرائعة سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *