8 مايو، 2025
مقالات

الدكتور برهان الدين محمد يكتب: الصين وأمريكا إلى أين؟

انتقدت أمريكا الصين وقالت إنها تستورد من (الفلاحين الصينين)، وأعتقد أن هذا الفلاح الحقيقي هو ترامب الذي جاء من الريف الأمريكي يفتقر إلى الرؤية، ويحثه الكثيرون على القدوم ورؤية الصين بنفسه”.

ونظرة ترامب للصين ليست وليدة هذه اللحظة ولكن ترامب دائما ما يرى الصين مجرد (مُقلد)للمنتجات العالمية وصرح بذلك فى فترة حكمه الأولي قبل بايدن.

كما ترى أمريكا أن الصين تُشكّل ممارسات اقتصاديّة ضارة وغير عادلة، بما في ذلك تجارة السلع غير المشروعة، واستخدام العمل القسري، وسرقة التقنيات الحساسة، مخاطر على المصالح الاقتصادية والأمنية الأمريكية. كما تُطوّر الصين قدراتها العسكرية، مما يُشكّل تحديات للجيش الأمريكي.

ونسى ترامب هيمنة الصين على سلسلة توريد المعادن النادرة كإحدى أقوى أدواتها في حربٍ تجاريةٍ متجددة معه،

وتعتبر تلك المعادن المستخدمة في تشغيل كل شيء، من هواتف آيفون إلى السيارات الكهربائية، من المكونات الحيوية لأنواع التكنولوجيا المتقدمة التي ستحدد المستقبل.

وعلى عكس الرسوم الجمركية، تُعدّ هذه واجهةً لا يملك فيها ترامب مجالًا كبيرًا للرد بالمثل.

والمعادن الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصرًا، وهي أكثر وفرة من الذهب، ويمكن العثور عليها في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة لكن استخراجها ومعالجتها صعب ومكلف وملوث للبيئة.

ولعقود، اعتمدت الولايات المتحدة ودول أخرى على إمدادات بكين من هذه المعادن المعالجة.

وغير هذه المعادن فالولايات المتحدة تستورد من الصين (440 مليار دولار)، وهو أكثر بكثير مما استوردته الصين من الولايات المتحدة (145 مليار دولار).

وخسر الكثير من المستوردين بسبب ما فرضه ترامب من ضرائب وقدمت وزارة التجارة الأمريكية أدلة في عام 2023 على أن مصنّعي الألواح الشمسية الصينيين نقلوا عمليات التجميع إلى دول مثل ماليزيا وتايلاند وكمبوديا وفيتنام، ثم أرسلوا المنتجات النهائية إلى الولايات المتحدة من تلك الدول، متجنبين بذلك الرسوم الجمركية.

والمشكلة هنا لا تتوقف علي الولايات المتحدة والصين فقط فهما يشكلان حصةً كبيرةً من الاقتصاد العالمي، تُقدّر بـ 43 في المئة هذا العام، وفقاً لصندوق النقد الدولي.
إذا انخرطت الدولتان في حربٍ تجاريةٍ شاملةٍ تُبطئ نموهما، أو حتى تدفعهما إلى الركود، وطبيعي أن يُلحق ذلك الضرر باقتصادات الدول الأخرى من خلال تباطؤ النمو العالمي.
ويُرجّح أن يُعاني الاستثمار العالمي. وهناك عواقب محتملة أخرى.

ومن هنا يولد السؤال إلى أين تأخذ الصين وأمريكا العالم كله أقتصادياً؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *