27 يونيو، 2025
مقالات

الدكتور برهان الدين محمد يكتب: المصالح المشتركة بين الخليج وترامب

أهدى مسؤولون إمارتيون صندوقا يحتوي على قطرة واحدة من النفط، فقال ضاحكًا: “هذا أجود نفط على وجه الأرض .. لكنهم أعطوني قطرة فقط .. لذلك أنا لست سعيدًا”.

والرد يبدو ضاحكاً أو حتى ساخراً ولكن الحقيقة هو ان كل كلماته صحيحة، فترامب لم يذهب للخليج إلا من أجل نفط الخليج كله .

واللذين يعتقدون أن ترامب هو من ضحك علي الخليج بحجم الاموال الذى أخذها، هذه ليست حقيقة ، فالإمارات تسعى بالإحتفال بآخر برميل نفط تنتجه، في إطار سعيها القوى لتنويع اقتصادها بعيدًا عن الهيدروكربونات، وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في عام 2015: “بعد 50 عامًا، سنحتفل بآخر برميل نفط. كان النفط موردًا له نهاية ، ولذلك يجب أن نضع خططنا التنموية المستقبلية بناءً على هذا الأساس”.
وتأمل الإمارات أن تصبح رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، لكنها تحتاج إلى الرقائق الأمريكية لتحقيق هذا الهدف، وفي عهد إدارة بايدن، شدّدت الولايات المتحدة القيود على صادرات الذكاء الاصطناعي لإبعاد التكنولوجيا المتقدمة عن أيدي خصوم أجانب مثل الصين، وهو ما تأمل الإمارات العربية المتحدة في تخفيفها.

ومن هنا يمكننا القول بأن المصالح متبادلة والإمارات لديها ما تدفعه فى مقابل ما تريد.

وكذلك قطر التي تُعتبر متهمه ووجدت نفسها معزولة سياسياً واقتصادياً، في مشهد غير مسبوق، لكن بعد الاستقبال الرئاسي الحافل الذى سبقه موقف عدائي من ترامب خلال أزمة الخليج عام 2017 تغيرت كل الاحوال، ويُلخّص هذا التحول كيف انتقلت العلاقة من التوتر إلى التقارب، ومن الخصومة إلى التحالف.
وأجرى البيت الأبيض محادثات مع العائلة المالكة في قطر لاحتمالية حصوله على طائرة جامبو فاخرة، مُخصصة للاستخدام كطائرة رئاسية للرئيس ترامب وصل سعرها 400 مليار دولار،
وقطر نفت في بيان لها أن تكون الطائرة هدية، لكنها قالت إن نقل طائرة للاستخدام المؤقت قيد المناقشة بين البلدين، وسيتم التبرع بالطائرة لمكتبة ترامب الرئاسية في نهاية ولايته.
ووقع ترامب اتفاقية لاستثمارات بين البلدين تتجاوز قيمتها 243.5 مليار دولار، وحدد خططًا لزيادة الاستثمار إلى 1.2 تريليون دولار، وفقًا لما ذكره البيت الأبيض وأعلن ترامب خلال خطاب ألقاه في قاعدة العديد الأمريكية أن الدوحة ستستثمر 10 مليارات دولار في منشأة عسكرية أمريكية، وستشتري أسلحة من الولايات المتحدة بقيمة 42 مليار دولار.

وبالنسبة للسعودية في العام الماضي، اقتربت الدولتان من الانتهاء من اتفاقية دفاعية وتجارية تاريخية، لكن الصفقة تعثرت بسبب إصرار السعودية على التزام إسرائيل بمسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية،
واليوم فقد وقع ترامب و محمد بن سلمان مذكرات تفاهم وخطابات نوايا واتفاقيات تنفيذية تمتد إلى وكالات حكومية مختلفة.
ولكن ماذا دفعت السعودية مقابل الاحساس بالامان،

،وقّعت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أكبر اتفاقية مبيعات دفاعية في التاريخ – بقيمة تقارب 142 مليار دولار، لتزويد المملكة العربية السعودية بأحدث معدات وخدمات القتال من أكثر من اثنتي عشرة شركة دفاعية أمريكية”.

ولم يقتصر التعاون علي الامان فقط،ولكن تم الاتفاق مع شركات أمريكية ببناء مشاريع بنية تحتية رئيسية، مثل مطار الملك سلمان الدولي، وحديقة الملك سلمان، ومشروع “ذا فولت”، ومدينة القدية، بإجمالي صادرات خدمات أمريكية بقيمة 2 مليار دولار.

قال البيت الأبيض إن السعودية تعتزم استثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، واصفًا الاتفاقيات “التاريخية” الموقعة خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب إلى المملكة، الثلاثاء، بأنها تمثل “حقبة ذهبية” للشراكة بين البلدين.

ومن تفاصيل ما حدث لم يظهر غير ان دول الخليج دفعت مقابل الاحساس بالامان
وفق الله الأخوة العرب لكل ما يتمنوه من خير .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *