30 يوليو، 2025
مقالات

الدكتور برهان الدين محمد يكتب: فلسطين سجل أسود من إجرام الكيان الصهيوني

ليس غريبًا على جيش الكيان ⁧‫الإسرائيلي‬⁩ أن يفتح النار ⁧‫‬⁩ على الوفد ⁧‫الدبلوماسي‬⁩ الأوروبي في ⁧جنين‬⁩، وكيف لا وإحدى عصاباته هي من اغتالت مبعوث السلام الأممي “⁧‫برنادوت‬⁩” في ⁧‫فلسطين‬⁩ عام 1948.

إن التاريخ الصهيوني قائم على ارتكاب المجازر في الشعوب والدول التي يحلون بها، وبما أنهم اختاروا أن يركعوا العالم بأسره ويستغلوه لمساعدتهم لإنشاء “ما يُسمى الوطن القومي لليهود” فإن هذا الوطن قام على المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق فلسطين والفلسطينيين فقط ليجبروا الفلسطينيين لترك أرضهم وبيوتهم للعصابات الصيونية ولموجات الهجرة التي رتبوا لها من جميع أنحاء العالم.

إن الإبادة الجماعية ليست شيئا يحدث بين ليلة وضحاها أو دون سابق إنذار بل هي في الواقع استراتيجية متعمدة.

 

ورغم المحاولات الإسرائيلية الحثيثة لإخفاء وطمس حقيقية تلك المجازر، إلا أن شواهد تاريخية كالمقابر الجماعية وشهادات لجنود إسرائيليين شاركوا في ارتكاب هذه الجرائم، ظلّت دليلا دامغا على وقوعها.

‏وسمّى الكيان الإسرائيلي جيشه بـ”جيش الدفاع”، ليوهم
العالم أنه حمامة سلام ، لا يقتل ولا يغزو ولا يدمر .

فهل إبادة غزة والضفة دفاعٌ عن النفس، وهل القصفُ بطائرات F-35 وغيرها في أعماق ⁧‫لبنان‬⁩، بل في محيط القصر الرئاسي السوري، هو دفاع عن النفس أيضًا؟

‏وهل هدم المباني على رؤوس ساكنيها، وتوسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، والتوغل البري في جنوب لبنان وسوريا، يعتبر دفاعًا عن الذات أم افتراسًا وابتلاعًا للجار؟

‏هو من يهاجم، يقتحم، ينسف، يستوطن، يحتل، ثم لا يخجل أن يدّعي أنه “جيش دفاع”!

‏لا بأس إذًا – حسب منطق الزمن الأعوج – أن تكدّس “إسرائيل” ما شاءت من الأسلحة والقنابل الفتاكة، بما في ذلك السلاح النووي، باسم “أمن إسرائيل” و”ضمان تفوقها”، وكأن الأمن وحقّ الحياة ونعمة البقاء ليست إلا حكرًا على “⁧‫إسرائيل‬⁩”، مشروعة لها ومحرّمة على سواها من بني الإنسان.

‏وهكذا درجت إسرائيل على إيهام الآخرين وتضليلهم، بأن من حقها وحدها فقط أن تراكم قوتها العسكرية، لكن ⁧‫فلسطين‬⁩ ولبنان وسوريا مثلًا لا يجوز لهم ذلك، ومن الضروري والواجب عليهم، وعلى المنطقة العربية برمتها، أن ينزعوا سلاحهم تمامًا، لتصبح أراضيهم منزوعة السلاح بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حتى سكاكين البصل وملاعق الطعام وشوكات المائدة يجب انتزاعها وعدم اقتنائها، لأنها باتت تشكل تهديدًا للأمن القومي الإسرائيلي!

‏في نظر إسرائيل، سلاحُ العربي الوحيد المسموح به… هو الصمت لا غيره!

حفظ الله شعب فلسطين الحبيب وكل الشعوب العربية.

1 Comment

  • ahmed naem 2 يوليو، 2025

    بسم الله ماشاء الله عليك يادكتور يسلم لسانك وقلمك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *