شهدت مصر خلال السنوات الأخيرة واحدة من أكبر وأوسع عمليات التطوير العمراني في تاريخها الحديث، تمثلت في القضاء على العشوائيات غير الآمنة وتحويلها إلى مجتمعات حضارية متكاملة الخدمات.
هذا الملف الذي ظل لسنوات طويلة يمثل عبئًا اجتماعيًا واقتصاديًا وأمنيًا، أصبح اليوم نموذجًا لنجاح التخطيط الحكومي طويل المدى في إحداث نقلة نوعية في حياة ملايين المواطنين.
ونجحت مصر خلال سنوات قليلة في تحقيق ما كان يُعد مستحيلاً القضاء على العشوائيات غير الآمنة وتوفير مسكن كريم لملايين الأسر، وتبرز القاهرة كأكبر شاهد على هذا التغيير، بعدما تحولت مناطق طالها الإهمال لعقود إلى مجتمعات حضارية راقية تعكس إرادة دولة تسعى لبناء مستقبل أفضل لمواطنيها
كانت القاهرة، باعتبارها أكبر مدن مصر وأكثرها كثافة، صاحبة النصيب الأكبر من مشروعات تطوير العشوائيات، فالقاهرة كانت تضم تاريخيًا العديد من المناطق ذات الخطورة العالية، التي كانت تفتقر إلى البنية التحتية والخدمات الضرورية.
قبل عام 2014 كانت مصر تضم 357 منطقة عشوائية غير آمنة قابلة للانهيار قامت على صخور غير ثابتة ملاصقة لسكك حديد معرضة لمخاطر، أكثر من 40% من الكتل العمرانية كانت تُصنّف «غير مخططة»، ملايين المواطنين يعيشون دون خدمات أساسية كالكهرباء الآمنة، الصرف الصحي، أو الطرق الممهدة.
من أبرز الأمثلة منطقة الدويقة وعزبة خير الله؛ حيث تمت عمليات نقل السكان إلى مساكن بديلة آمنة بعيدًا عن نطاق المخاطر الجيولوجية، مع العمل على إعادة تخطيط المناطق الجبلية لمنع البناء العشوائي مجددًا.
وتحولت القاهرة في أقل من عقد من الزمن من مدينة تضم أكثر من 60 منطقة عشوائية إلى مدينة بلا عشوائيات عبر إنشاء مجتمعات حضارية متكاملة مثل الأسمرات، روضة السيدة، والمحروسة، وتطوير مناطق تاريخية كبرى مثل الفسطاط وسور مجرى العيون.
ونجحت مصر في الانتهاء من القضاء على 100% من المناطق غير الآمنة على مستوى مصر، حيث تم بناء نحو 246 ألف وحدة سكنية بديلة لسكان تلك المناطق.
لم يكن ملف العشوائيات في مصر مجرد قضية عمرانية، بل كان تحديًا اجتماعيًا واقتصاديًا امتد لعقود، ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحوّل هذا الملف إلى أولوية وطنية، لتبدأ أكبر عملية تطوير حضري في تاريخ البلاد.
فقد أطلقت الدولة مشروعات عملاقة تهدف إلى القضاء على المناطق غير الآمنة بالكامل، وتوفير مساكن آدمية حديثة تضم خدمات تعليمية وصحية وترفيهية.
وبفضل هذه الجهود، اختفت العديد من المناطق العشوائية في القاهرة، وتحولت إلى مجتمعات حضارية.
مشروع القضاء على العشوائيات في مصر يُعد أحد أكبر وأضخم مشروعات التنمية الاجتماعية والعمرانية في الشرق الأوسط.
وقد حققت الدولة خلال سنوات قليلة ما لم يتحقق منذ عقود، عبر إزالة أخطر المناطق بالكامل وإعادة بناء مجتمعات سكنية حديثة.
