العراق يبرم اتفاقية مع شركة أمريكية لتعزيز إنتاج الكهرباء

شهد العراق إبرام اتفاقية تضمن إضافة 500 ميغاواط على الأقل لإنتاج البلاد من الكهرباء، ضمن مساعي حل أزمة الطاقة التي يعاني منها العراق. إذ وقعت شركة “جي إي فيرنوفا” (GE Vernova) الأميركية عقداً لصيانة محطة “بازيان”، الواقعة بمحافظة السليمانة في إقليم كردستان والتي تديرها شركة “تورس إنيرجي” التابعة لمجموعة “أونكس”، بحسب رشيد الجنابي، رئيس “جي إي فيرنوفا” في العراق، الذي كشف عن هذه الاتفاقية سترفع من الكفاءة التشغيلية لمحطة توليد الكهرباء.

وأوضح في مقابلة مع “الشرق” أنه إضافةً إلى عقد الصيانة الذي يمتد لمدة 17 عاماً، فإن الشركة ستضيف تكنولوجيا حديثة، يُطلق عليها “إكس باند” (XPAND)، ستمكن التوربينات الغازية من رفع إنتاجها بأكثر من 7%، كما ستزيد من إنتاج الطاقة الحرارية بمقدار 2.6%.
من جانبه، قال سعد طيب حسن، رئيس “تورس إنيرجي”، إن تركيب التقنية الجديدة سيزيد من كفاءة وإنتاجية المحطة باستخدام نفس كمية الوقود، ما يقلل من تكلفة توليد الكهرباء. ونوّه بأن إنتاج المحطة من الكهرباء سيزيد بمقدار 500 ميغاواط في المرحلة الأولى، ويرتفع في المراحل التالية.

حسن أفاد خلال حديث لـ”الشرق” بأن قيمة العقد تبلغ مليون دولار، لتضاف إلى عقود مبرمة خلال السنوات الثالث الماضية مع “جي إي فيرنوفا” تتجاوز قيمتها الإجمالية المليار دولار.
وتعليقاً على هذه الاتفاقية، قال وزير الكهرباء والثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان العراق كمال محمد، إن الاتفاقية مع الشركة الأميركية ستطور بشكل كبير من إنتاجية محطة “بازيان” من الكهرباء والبالغ إنتاجها حالياً 1250 ميغاواط، وليضاف إلى إنتاج الإقليم البالغ 8189 ميغاواط، موضحاً أن الكهرباء المُنتج في الإقليم يذهب إلى شبكات الحكومة الاتحادية ليخدم كافة أنحاء العراق.

أزمة إيرادات النفط في كردستان
الوزير قال إن مفاوضات كردستان العراق مع الحكومة الاتحادية بشأن طاقة الإقليم “لا تزال مستمرة، وآمل الوصول قريباً إلى حل يرضي جميع الأطراف في العراق والشركات العاملة”، وأوضح أن الشركات العاملة لديها تحفظ على اقتراح تعديل العقود، كما تطلب ضمانات بسبب عدم استلام مستحقاتها مقابل توريد أكثر من 12 مليون برميل نفط منذ العام 2023.

أوقفت تركيا التدفقات عبر خط الأنابيب، الذي ينقل النفط من المنطقة الكردية في العراق إلى ميناء جيهان التركي، في مارس 2023 بعد أن أمرتها محكمة تحكيم بدفع نحو 1.5 مليار دولار تعويضاً للعراق عن نقل النفط دون موافقة بغداد. شكّل قرار التحكيم ذروة نزاع طويل الأمد بين بغداد وإقليم كردستان العراق بشأن حقوق تحصيل عوائد مبيعات النفط.

يعاني العراق من أزمة انقطاعات واسعة للتيار الكهربائي، إذ يُقدّر الطلب الحالي على الكهرباء خلال فترة الذروة بأكثر من 35 غيغاواط، بينما لا يتجاوز الإنتاج المحلي في أفضل الحالات 25 غيغاواط، وفقاً لبيانات صندوق النقد الدولي.

ولحل جزء من المشكلة، وقع العراق منتصف أبريل الجاري 4 اتفاقيات مع إيران تقضي بنقل كميات من الغاز المصاحب من آبار النفط الموجودة في جنوبه إلى الأراضي الإيرانية، لمعالجتها وإعادتها إليه مرة أخرى كوقود يُستخدم في محطات توليد الكهرباء.