7 مايو، 2025
مقالات

المستشار الدكتور طارق منصور يكتب: دوافع الإرهاب وأهدافه

دوافع الإرهاب متعددة ومتنوعة، تختلف حسب الظروف الزمنية والمكانية، وتزداد مع تفاقم الظلم، القهر، الهيمنة، وغياب العدالة.. كما يساهم إنعدام الشرعية وانتشار ثقافة إقصاء الآخر وتهميشه في تأجيج الظاهرة.

وأن الجماعات أو الأفراد الذين يُمنعون من تحقيق أهدافهم أو الحصول على حقوقهم قد يلجؤون إلى العنف للتعبير عن رفضهم للوضع الراهن وجذب انتباه الرأي العام لقضاياهم..

في هذه السطور نستطيع أن نسرد أبرز دوافع الإرهاب على سبيل المثال لا الحصر، والذي يمكن أن نقسمها إلى عدة عناصر وهى ..

الدوافع النفسية والاجتماعية: فإنتشار الفقر، الجهل، البطالة، وسوء توزيع الثروات يؤدي إلى الإحباط، والذي بدوره قد ينتج أحد أمرين:
أ) الانسحاب الذي يظهر في صور اللامبالاة.
ب) العدوان الذي يتجسد في أعمال انتقامية غالباً عشوائية تتسم بالغضب والحقد.

وأن هذه الظروف تهيئ بيئة خصبة للاستقطاب، خاصة أن معظم المنضمين للتنظيمات الإرهابية ينحدرون من بيئات فقيرة ومتدهورة اقتصادياً.

وهناك الدوافع السياسية والقومية من خلال استغلال القوى الخارجية للجماعات المتطرفة كأداة لتنفيذ استراتيجيات حروب الجيل الرابع، بهدف تفكيك المناطق المستهدفة وإعادة رسم خرائطها.

وأيضا الصراعات السياسية على السلطة تُعتبر أيضاً من المحركات الأساسية للإرهاب.

وهناك الدوافع العقائدية والأيديولوجية، والتي تنطلق من الخلافات الدينية والمذهبية كأرض خصبة، لتلعب دوراً بارزاً في تغذية الإرهاب، رغم أن الأديان السماوية تدعو للسلام والمحبة.

وأيضا الجهل، ضيق الأفق، التطرف، وسوء فهم النصوص الدينية تسهم بشكل كبير في تفاقم هذه الدوافع.

أما عن أهداف الإرهاب، فهي تتمثل في العمل بكل جهدهم للسيطرة على السلطة في المقام الأول ، فالهدف الرئيسي لمعظم التنظيمات الإرهابية هو الوصول إلى الحكم، حتى وإن حاولت تغطية نواياها بشعارات الإصلاح أو التغيير.

كما ان الإرهاب يهدف إلى إضعاف الدولة، بتعطيل القرارات السياسية، تأجيل إصدار القوانين، إظهار الدولة بمظهر العجز، والتأثير السلبي على معدلات النمو الاقتصادي.

وكذلك يهدف الإرهاب إلى استنزاف القوى العسكرية، باستهداف الجيوش لإضعاف توازن القوى في المنطقة، كما حدث في سوريا، ومحاولة تطبيق هذا السيناريو في مصر من خلال دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية لاستنزاف الجيش المصري، ومع ذلك أظهرت القوات المسلحة المصرية صلابة وقوة أجهضت هذه المخططات.

كما ان هناك الأهداف الانتقامية للإرهاب،
وتُعد هذه الأهداف الأخطر، حيث ينفذها أفراد يائسون لا يخشون العواقب، مما يجعلهم أكثر جرأة وخطورة.
إن القضاء على ظاهرة الأرهاب يبدأ بتحقيق العداله الأجتماعية واحتواء الآخر، وذلك يساعد على غرس روح الولاء والإنتماء لدى الأفراد ومن خلاله يجعل للوطن قيمة ذاتية مضافة تستحق التضحية بالروح والدم..

……

كاتب المقال : المستشارالدكتور طارق منصور خبير استراتيجيات الحرب والأمن القومي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *