4 أغسطس، 2025
أخبار مصر مقالات

المهندس صبري الشرقاوي يكتب: المطعم الحرام ..آفه من آفات هذا الزمان

لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، روى مسلم في “صحيحه” عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ قال: “إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، … ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنى يُستجاب لذلك؟”
وسألتُ شيخي ذات يوم: «نحن نعرف الحلال والحرام، ولكن ما معنى «الحلال الطيب» عندما نقول: اللهم ارزقنا رزقًا حلالًا طيبًا؟» فقال: إنك يمكن أن تُطيّب الحلال بأن تتصدّق منه، وأن تعمل به خيرًا، كما قال سيدنا علي رضي الله عنه: «ثلثٌ لي، وثلثٌ لربي، وثلثٌ لأهلي» .
وأما من ليس غنيًا ويعمل عملًا يكفيه بالكاد حاجته، ولا يستطيع أن يتصدّق منه، يستطيع أن يُطيّب أجره بأن يعمل مدةً أطول مما يتقاضى عليه أجرًا.
بمعنى: إذا كنت تعمل ٨ ساعات يوميًا، فزد ساعةً على هذا الوقت، فتُطيّب أجرك بهذه الساعة الزائدة.
وكان شيخي يقول: «أتدرون ما مصيبة الحرام في الدنيا؟» لو أن أجرك اليومي مقابل عشر ساعات عمل هو عشرة جنيهات (أي: جنيه للساعة)، فإن عملت تسع ساعات فقط، وأخذت الأجرة كاملة، فأنت قد أخذت جنيهًا واحدًا حرامًا، وتشتري به خبزًا، وتأكله أو تطعمه لأهلك، فإن رُزقت بولد أو بنت، فهم نبتوا من حرام، وإن كان عندك أولاد وأكلوا من هذا الخبز، فقد أكلوا من الحرام، وما نبت من حرام فالنار أولى به».
«يا منجي من الهلاك، يا رب، نجّنا».. المصريات، ليس من طبعهن الزنا – حتى المسيحيات في بلادنا أخذْن من نفس صفات العفة – ولكن ما ترونه في شوارعنا من شقاء وانحراف، فهم أبناء نبتوا من الحرام، لا من الزنا.. وهذه مصيبة كبرى، ولا تستغرب حين تجد الأخ يقتل أخاه، أو الإبن يقتل عمه أو خاله، أو حتى أباه وأمه، لقد كثر في عصرنا أبناء الحرام.
اللهم قِنا وإياكم شر المطعم الحرام، ونجِّنا وإياكم من ويلاته وشروره، اللهم ارزقنا وإياكم رزقًا حلالًا طيبًا بلا عناء ولا منّة، اللهم اكفِنا بحلالك عن حرامك، وأغنِنا بفضلك عمّن سواك، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *