19 أغسطس، 2025
أخبار مصر مقالات

المهندس صبري الشرقاوي يكتب: النفاق ..آفة كبرى من آفات العصر

 

المهندس صبري الشرقاوي يكتب: النفاق ..آفة كبرى من آفات العصر

 

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، حسبنا الله ونعم الوكيل.

رغم أن ظاهرة النفاق الاجتماعي قديمة قِدَمَ البشرية، إلا أن التاريخ يسرد لنا منها الكثير من الحوادث الفردية في أغلب الأحيان.

لكن أزمتنا المعاصرة تكمن في تفشي تلك الظاهرة إلى درجة كارثية من:

• الكذب الصريح، والنفاق الفج، والمجاملة الممجوجة، وطمس الوقائع، وتزييف الحقائق، وتحريف الكلم عن مواضعه.

حتى باتت هذه المظاهر لغة العصر وشعار الزمان، إلا من رحم ربي. وقد أدى ذلك إلى انحدار القيم والأخلاق، وتدهور العلاقات الاجتماعية، وضياع الحقوق، واستشراء الظلم بأبشع صورة. كما تعلمت الأجيال الخوف والجبن، وتجرعت ثقافة الخنوع والضعف، ولم يتوقف الأمر عند حدود تزوير الوعي، بل امتد إلى العقائد والهوية الإسلامية، فعاث فيها خرابًا وفسادًا.

ومن أبرز سمات المنافقين الفجور في الخصومة، وقد انتشرت هذه الآفة حتى بين الأهل والأقارب، بل والأزواج. فإذا اختلفوا أظهروا القبائح، ونشروا الفضائح، وهتكوا الأستار.

وقال سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

“احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة، فربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة”

المنافق حربائي الوجه: المنافق متلون، يغيّر وجهه حسب المعطيات والمصالح.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(تجدون شر الناس ذا الوجهين؛ الذي يأتي هؤلاء بوجه، ويأتي هؤلاء بوجه)

وقال أيضًا:

(مثل المنافق كمثل الشاة العائرة بين الغنمين، تعير إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع)

ولذلك وُصفهم الله عز وجل في التّنزيل:

(النساء:143) {مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء}

وقد قال شيخي: إن نفاق هامان كان السبب في كفر فرعون، إذ ظل يردد له: “أنت من ترزق الناس، وأنت تحيي وتميت، وأنت قادر على ما يفعله الإله”، حتى قال فرعون: “أنا الإله”. ثم أضاف: في كل مؤسسة أو شركة أو منصب، يلتف حول القائد أكثر من “هامان” يزينون له الباطل حتى يوقعوه في التهلكة.

وقال شيخى أيضا: مصيبة النفاق أنك تصبح شيطانًا أخرس، كما ورد في الحديث الشريف: (الساكت عن الحق شيطان أخرس) فالمنافق لا يستطيع أن يقول الحق في وجه صاحب السلطة أو من يظن أنه سينفعه، بل يزين له الباطل.

والطامة الكبرى أن يصل النفاق إلى بعض رجال الدين، فيضلون الناس وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا، وسيكون حسابهم عسيرًا. وذكر حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان).

وقد توعد الله المنافقين والمنافقات بعذاب أليم، فقال سبحانه:

﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء: 138]

﴿وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ﴾ [التوبة: 68]

 

✦ اللهم نجّنا وإياكم من النفاق وأهله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *