9 سبتمبر، 2024
البترول الغاز الطبيعي مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب:خارطة الطريق للخروج من الأزمة

 

تمر مصر بأزمة انخفاض انتاج الغاز الطبيعي من حقولها العامله هذا الي جانب انسحاب الشركات العالميه شل وبريتش من انشطة البحث والتنقيب وانتاج حقول النفط القديمه ما أدي الي انخفاض كميات النفط والمتكثفات المنتجه والتي كانت تكفي لتوليد الطاقه والكهرباء لتغطية شبكات الدوله من خدمات المواطنين والمصانع بالطاقه.

هي مرحله مؤقته تمر بها البلاد يشوبها مزيج من تآمر شركاء من الخارج صاحبتها رعونه من خبراء الطاقه في الداخل ادت الي استسلام قطاع النفط للأمر الواقع والرضا بأن يكون قطاع البترول رد فعل.

مخطئ من يظن ان مشكلة عدم اكتفاء مصر الذاتي من الوقود هي أزمه جديده علينا او نتاج اخفاق من رجال القطاع والحكومه الحاليين؟ بداية الأزمه بدأت بوادرها منذ نهاية القرن الماضي وتحديداً عام 1998 عندما قامت الشركات العالميه الكبري موبيل وأموكو وتوتال وشل بعمليات دمج بين الشركات العظمي واستحواذ علي شركات أصغر لتظهر في النهاية تكتلات او كونسرتيوم طاقه تحمل استراتيجيات مختلفه عن النمط المستخدم ذلك الوقت في تنمية واكتشاف الحقول والمشاريع الجديده حول العالم.

عندها بدأت الدول التي تملك مناطق الإمتياز تستفيق لأهمية مواردها وقدرتها علي التفاوض لتحقيق اكبر المكاسب من الشريك الأجنبي والذي طالما كانت له الغلبه في العقود والاتفاقيات بشروط .

في بداية الألفيه بدأت الشركات ( التكتلات) العظمي لإستكشاف وإنتاج الزيت الخام تعيد تقسيم مناطق العالم بناء علي معطيات جديده. ظل ثراء الدول بالخام اهم عنصر تقييم ولكن تبعه مقدرة الشركات العالميه علي الفوز بعقود طويله ومربحه وبناء عليه ظهرت خريطه جديده للدول الغنيه بالنفط والغاز والدول الفقيره او محدودة الامكانيات من الوقود الأحفوري من وجهة نظر الشركات العالميه.

كانت ولاتزال مناورات السياسه والاجندات الاستعماريه للدول الكبري ليست عنها ببعيد.

نعود الي مصر. فكرة ان مصر دوله فقيرة نفطياً هي فكره مغلوطه لان الشركات الكبري روجت لها لدرجة اقناع الدول نفسها بالمصطلح ولكن الواقع يقول ان مسألة الغني والفقر البترولي هي مسأله نسبيه.

الولايات المتحده الامريكيه تملك اكبر احتياطي نفطي وانتاج عالمي ولكنها تستهلك معظمه بل وتستورد لتعويض فقد احتياطيها الفيدرالي عند الحاجه. فهل هي فقيره نفطياً؟

لا أميل لفكرة الأحكام المطلقه فهي تعيق التقدم وتحبط المسئولين الي جانب انها دعايه سيئه لتوافر الثروات في بلادنا بدليل اكتشاف حقل غاز بلغت تقديرات احتياطيه الاوليه ال 32 TCF تريليون قدم مكعب وعند الاختلاف علي سداد حصص الشريك لاسباب خارجه عن إرادة جميع الأطراف إنخفضت تقديرات إحتياطي الحقل لتبلغ 10 تريليون قدم مكعب غاز؟ كوميديا وفوضي تداول الأرقام يعكس مايعانيه قطاع البترول ويعكس استسلامنا لنوايا وارقام شركاء لاتعتمد العلم والخبرات والنتائج دلائل .

ما أريد أن أصل إليه أن إدارة موارد دوله غنيه بالموارد الطبيعيه بحجم مصر إقتصادياً يجب أن يكون للخبراء المصريين اليد العليا فيه وفي النهايه هي منافسه وفرص. وبلدنا تتمتع بالأمان الكافي لجذب استثمارات شركاء جادين في مساعدتنا في التنميه بشرط أجادة إكتشاف الفرص وأمانة وذكاء عرضها عالمياً مع صدق النوايا في الإلتزام تجاه الشركاء بأخذ حصصهم من الانتاج والأرباح كامله مادام هناك إلتزام بشروط التعاقد.

إجادة مهارة صيغ عقود الأتفاقيات والتأكد انها تحوي بنود ملزمه لجميع الأطراف لم تعد رفاهيه في ظل وجود ثقافات ولاعبين جدد علي المجال.

لسنا دوله فقيره لدينا الثروات والموارد في باطن الأرض ربما ليست بالوفره مقارنة بالجيران ولكنها بالتأكيد والدلائل من الماضي تغطي الأكتفاء الذاتي من الطاقه عند أقصي درجات النهضه الصناعيه والزراعيه في مصر بشكل لايجعلنا في احتياج لاستيراد سلعه تمس أمننا القومي.

الصحراء الغربيه ماتم اكتشافه وانتاجه من نفط وغاز لايتخطي 15% من مساحتها. هي مناطق جيولوجيه خاصه آراضيها منبسطه تفتقر للجبال والمرتفعات التي تنبئ بالتغيرات الجيولوجيه تحتها ولكن البسيط مما تم اكتشافه آخر 80 سنه يؤكد تميزها بتركيبات جيولوجيه خاصه تحتاج برامج وتكنولوجيات متخصصه للحصول علي آبار وإنتاج جيد يكفي مصر وبتكاليف وخبرات مصريه تصل 90% ولكن يتبقي فقط الإراده للنهوض والتخلص من اعباء 25 سنه من الأحباط والدوران في فلك شركاء أجانب أعتمدوا أجندات سياسيه واستراتيجيات جديده تناسب مصالحهم الاقتصاديه دولة بقوة مصر وحجمها ليست رد فعل ولايجب ان تكون.

خطة مارشال للنهوض بقطاع البترول والطاقه. تعتمد بنود واقعيه يكون للمكون المصري فيها الغلبه.

– توطين نشاطات الإستكشاف مع تخفيض نسبة الاعتماد علي الخبراء الاجانب لتبلغ 10% وقبول التحدي والصرف بالجنيه ومنح المستثمر المحلي امتيازات وصلاحيات في بلده.
– ⁠إجراء عمليات التنقيب والاستكشاف بحفر آبار اقتصاديه الغرض منها تأكيد فرص تواجد الاحتياطيات وحسابات كمياتها الاوليه.
– ⁠تقسيم مناطق الفرص وعرض الفرص والاكتشافات بالنتائج في مؤتمرات دوليه متخصصه علي المستثمرين في الداخل والخارج من خلال شركات تسويق عالميه متخصصه في مؤتمرات يتم الإعداد لها بشكل جيد.
– ⁠عقد إتفاقيات ملزمه بين الحكومه والشركات المهتمه بالتعاون معنا ببنود توضح التزامات جميع الأطراف مع وجود شروط جزائيه حال حدوث تقصير من اطراف العقود.
– ⁠أهم مافي هذه الخطه هو ألا نعتمد نظرية رأس المال الجبان تجاه الشركاء لان الدوله يجب عليها ان تتمتع بالثقه بالنفس وروح التحدي وتدخل بحصص في التكاليف وهي تعلم انها رابحه.
– ⁠ذكاء التاجر الشاطر ماعاد يعتمد علي ظروف السوق وفهم عقليات المنافسه فقط. خوض المشروعات العظمي أصبح علم وخبرات كبيرة واستخدام لنظريات وبرامج تحليل المخاطر وترتيبها واعداد الخطط علي اسوأ الفروض والدخول لهذه المشاريع بتحفظ متدرج يتم أعادة تقيمه مع العمل والنتائج ولانترك للأجانب حرية العمل منفردين ونكون رد فعل لنتائج تحليلاتهم .

مصر تستطيع ولكن تحتاج ترتيب الداخل وتأهيله بثقه و باستراتيجيات جديدة مبنيه علي دراسه وعلم وتاريخ يثبت وصولنا للأكتفاء الذاتي قبل هجرة خبراء البترول نتيجة سوء الإداره وضعف الأجور في نهاية القرن الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *