سؤال فرضه علينا إستيراد مصر لمشتقات النفط والغاز الطبيعي لسد الفجوة الناتجة عن نقص الإنتاج ,وخصوصاً مع تواجد أفق تنميه وآمال نهضه تليق بالشعب المصري العظيم الذي تصدي بمفرده لخطط التقسيم والهيمنة لصناعة شرق أوسط جديد، وما أدراكم ماذا كان المقصود بالشرق الأوسط الجديد من خطط هيمنه علي الثروات وممرات النقل والتجاره العالميه ونقل التحكم بها وإدارتها الي قوي إستعماريه معروفه.
الحمد لله نحن علي أبواب إنتهاء هذه الخطط وفشلها وعودة الإستقرار للمنطقه دون المساس بسيادة مصر وبعض الدول العربيه علي ثرواتها وممراتها وطرق التجارة العالمية.
كما نعلم جميعاً صناعة النفط والغاز تحتاج الي الإستقرار لأنها مشاريع مكلفة جداً تصل الي تريليونات الدولارات والعائد منها اضعاف الانفاق عليها ولكنها تسترجع علي فترات تبلغ عقود من الزمن ولذلك يلزمها ديمومة الاستقرار لتشجيع الشركات علي خوض التحديات والإنفاق علي تنمية مشاريعها المكلفة.
الصحراء الغربية المصرية وكما يُعرف من علوم جيولوجيا مصر تمتاز بصخور رسوبية كربونية وحجر رملي أو كلاستيك متنوعة ومبشرة بخيرات كثيرة من المعادن والخام. ولكن يغلب علي ترسيب صخورها طابع أو خاصية ال (Stratigraphic ) صعبة الترجمة ولكن مفهومها العلمي البسيط هو تواجد صخور رسوبية تصلح مصائد نفطية منفذه وسط عالم من الترسيب الجيولوجي غير منفذ ولكنها شديدة المسامية وهذه حكمة ربنا في خلقه ولها أسباب تكوينية متعددة وجميعها مدروسة.
تتشابه هذه الخواص في كثير من صحراء بلدان الغرب العربي وخاصة في الجزائر ذات الكثافة الإنتاجية العالية من النفط والغاز.
وبالمعني البسيط لرجل الشارع العادي فأنه يسهل شوط موجات صوتية وتجميع معلومات سيزمية علي الأرض ثم تحليلها لنكتشف كثافة الفرص لتواجد تكوينات تصلح مصائد بتروليه ولكن يظل تأكيدها ومعرفة ماتحويه من خيرات وتقدير احتياطيها وجدواها يتعلق بعمليات التنقيب والانتاج والإختبار وهذه مكلفه وتحتاج إقدام وشجاعة مستثمرين علي وعي بهذة التحديات الطبيعيه.
لذلك نجد أن الصحراء المصرية الشاسعة بها تحديات خاصة بالصناعة وهذا يكفي لتردد الشركات الكبري في خوضها طالما يتوافر لها البديل الأقل مخاطرة.
أضف لهذه التحديات الطبيعيه تحديات واضطرابات سياسيه تهدد الأمن والاستقرار المطلوبين لخوض غمار المشروعات البتروليه ما يعطل تشجيع المستثمرين علي التركيز في عملهم الفني. ولكن؟
لا تدم توافر المصادر السهلة لاستخراج البترول وربما اختفي مصطلح Easy oil من المشهد في المنطقه منذ 2005 وأصبحت المشاريع البترولية في الشرق الأوسط محاطة بالمخاطر وتحتاج لصرف كبير لاستخراج النفط والغاز وهذا ربما يشجع المهتمين بأنواع المصائد مثل الصحراء المصرية وخيراتها لتعود علي موائد الشركات الكبري ومعظم المستثمرين إذا وجدوا تسهيلات من الدولة في الاتفاقيات وخاصة بنود استرجاع المصروفات والحصص المقررة للشركاء من الخام المنتج.
دائماً ما أصف بترول الصحراء الغربية بالسهل الممتنع ولكنه يحتاج اتفاقيات خاصة وأسلوب إدارة حديث يعتمد التجارب من دول الجوار في مشروعات الاستكشاف والتنقيب والانتاج المشابهة.
بكل صراحة لا تمتلك مصر هذه الأساليب ولا تعرف عنها غير ما يقرأه أبناءها المتخصصين في مجلات الابحاث ومصادر التدريب العالميه المتخصصه ولكن هذا لايكفي!
الأمر يحتاج خبراء تنفيذيين تمتلئ سيرتهم الذاتيه بتجارب مشابهه ومعروفة النتائج وهم الآن متوافرين وبكثرة ومنهم مصريين خبراء دوليون كانوا أسس في نشر هذه الاستراتيجيات وتأكيدها لمشاريع عظمي حول العالم وفي المنطقه.
أعطي مثال لوقت حفر بئر رأسيه في الصحراء الغربيه وتكلفته ومقارنته ببئر مثيل له في دوله عربيه شقيقه.
في مصر كان يتم التخطيط وحفر بئر رأسية ليست بالعميقة في وقت X وبإستخدام جهاز حفر بري متوسط القدرة في وقت قد يصل لأسبوعين او ثلاثه حتي اكماله وربطة بوسائل الانتاج وكان يكلفنا المشروع شهر من الزمن. وكانت كفاءة حفر ابار وحقول لاتتعدي حفر مجموعة آبار حول العشرون بئراً جديده خلال السنه الكامله.
ولكن تطبيقات LEAN وتطور التخطيط في العالم المتقدم اضفي الكثير من المهنيه والتوفير والكفاءه علي هذا الجزء من الصناعه.
دون الدخول في تفاصيل متخصصه يكفي القول ان باستخدام نفس عدد اجهزة الحفر واستخدام اجهزة اكمال اقل تكلفه و HP قدرة وعمل تخطيط زمني لكل خطوات المشاريع تنفذ بمهنيه وكفاءة تساوي اسنان المشط في دقتها استطاعت الدول الشقيقة من انجاز حفر واكمال وربط آبار منتجه في وقت أقل من سبعة أيام للبئر الواحد وتعادل عشرة اضعاف الرقم X بالطرق القديمه هذا بجانب توفير ارقام ضخمه من ميزانية Capex المخصصة لأقامة وانشاء الأصول والتي يسترجعها المستثمر الاجنبي من بيع حصته في الخام في وقت لايزيد عن 4 سنوات.
تطوير قطاع البترول المصري لايتم بالأمنيات ومخاطبة المستثمرين او الشركات الأجنبيه العظمي طلباً في المساعده فقط ولكنه يحتاج وهذا الأهم ان نطمئن المستثمر علي جوانب تساعدة في اختيار وانتقاء مشاريعه الاسرع ثم الاكثر ربحاً في العالم والمنطقه لأن هذه هي لغة الاستثمار الحديثه.
البعد الأمني والسياسي له اهميتيه في الاختيار يليه بنود الاتفاقيات والمكسب والخسارة ولكن هناك جانب يخص حسن الإدارة وتوافر الأيدي العامله المدربه علي الادارة الحديثه والمتمرسه في تنفيذها وهذا عنصر مهم جداً في الاستثمار الحديث غائب عن مسئولينا بكل أسف لأنشغالهم بأمور اقل اهميه او تقليدية او لعدم تخصصهم في الصناعه عالمياً.
للأسف عناصر جذب غير متوافرة في القطاع اليوم وإن كان هناك الكثير من ابناء مصر المخلصين يتقنوا الصناعه والادارة الحديثه عالمياً ولكنهم يتوارون في بيوتهم او يقدمون خدمات استشاريه لادارة المشاريع الكبري في دول الجوار .