وصل إعصار بيريل شديد القوة سواحل تكساس الأمريكية وستظهر آثاره علي المدي القريب في إنتاج وتعاقدات الولايات المتحدة الأمريكية والعالم من النفط والغاز.
النظام الأمريكي للاكتفاء من الطاقة الكهربائية معقد ويعطي الأولوية لتغذية المصانع والخدمات علي الأرض الأمريكية ثم تغطية الاحتياطي الفيدرالي من النفط والغاز وعدم نزوله عن السقف الآمن، ثم تغطية احتياجات الدول ذات الاتفاقيات والمعاهدات الأمنية معهم وهي دول الجوار كندا والمكسيك وإسرائيل الولاية البعيدة وفي النهاية التصدير لدول العالم بأسعار السوق.
إذا تأثر إنتاج أمريكا من الوقود الأحفوري تهرع دول محددة غنيه بالنفط والغاز لتلبية احتياجاتها وفق إتفاقيات ومصالح غير معلنة ، ولكنها بكل تأكيد ترفع كلفة إستيراد النفط والغاز علي دول العالم كله التي تعتمد الإستيراد منهج أساسي للطاقه او مكمل لنقص الإنتاج المحلي.
منذ سنوات طوال وأنا أحذر من اعتماد استيراد المواد البتروليه حلاً لإمدادات الطاقه في بلد حره مثل مصر.
وصلنا في نهاية التسعينات للاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية ومن وقتها لم نعمل علي التخطيط للاستمرار علي هذا الحال.
حل إستيراد المواد البترولية آخر 20 سنه أصبح محفوفاً بالمخاطر وذلك لاستخدام الضغوط السياسية وتطويع الأنظمة لقبول إملاءات معينه طرف بعد ان كانت اللعبة اقتصاديه بحته عرض وطلب.
دولة بحجم مصر لم تكن يوماً منحازه ولم تقبل يوماً الخضوع أو قبول بناء قواعد عسكرية لأطراف علي أراضيها مقابل إمدادات أو مساعدات مجانية ودائماً جل دخلها وميزانياتها لشراء السلاح وتطوير جيوشها والحفاظ علي عدم انحيازها وهيبتها.
ولكنها منذ بداية الألفيه الحديثة تم خيانتها من أبناءها وخصوصاً نحن خبراء البترول استسلمنا لفساد وزراء وقادة في البترول وتركنا لهم البلاد وخرجنا أفواجاً للخارج نسعي علي تحسين مواردنا والاهتمام ببيوتنا واسرتنا الصغيرة وكانت قيادات الدولة وقيادات الوزارة من الرعونة أن لا تهتم للظاهرة والعناد وتصدير مبدأ القطاع لا يقف علي أحد واللي يخرج ما يرجع القطاع ثانية.
أعتقد الجميع الآن يعلم أن قطاع النفط والغاز يتوقف بل ويموت علي هجرة أشخاص وخبرات وأن هذه الأشخاص كانت علامات فارقة في مشاريع تطوير قطاعات النفط والغاز في مشاريع وبلاد الأرض من حولنا.
تحب أذكر لكم بالأسماء خبراء القطاع بالأسم واسماء المشاريع العالمية الكبري التي عملوا بها وتأثيرهم او تأثير مشاركاتهم الفنية والاقتصادية في هذه المشاريع حول العالم.
تحب أذكر لكم الخبرات المهاجره وعادت لأوطانها كم هم محزونون علي وضع القطاع في مصر وتمتلئ مكتباتهم بأوسمة شرف وخطابات شكر وعرفان بالجميل من عرب وأجانب قدرها أيه.
لا نبكي علي اللبن المسكوب وننهض ونستغل عقليات متفتحه دخلت الوزارة وتتكاتفوا معاً وتغيروا الوضع الطارد للمستثمرين والكفاءات وتتخلصوا من الحرس القديم وانصاف المتعلمين وعديمي التخصص الذي طالما استغلوا ضعف وزراء الواسطة والتوصيات وتلاعبوا بهم وتحدثوا بأسماءهم وجعلوهم موظفين في وزاراتهم!
الإستيراد دايماً آخر الحلول ودائماً خبراء الطاقة يستخدموه آخر الخطط وفي حالات ضيقه. للأسف في مصر ونتيجة سيطرة الغير متخصصين آخر 30 سنه بقي الحل الأول والسهل من وجهة نظرهم.
الصين دولة المليار ونصف امتلكت قمة الصناعة في العالم وهي دولة غير غنيه بإنتاج المواد البترولية ولكنها خططت لأهدافها واعتمدت مصادر للطاقة مختلفه تقوم عليها ولم تهتم بالبيئة ولا النداءات الدولية لصداقة البيئة وخلافه لانها عارفه الجيم جيداً وعارفه ان امريكا والغرب بلاد ليس لها مبدأ وان استراتيجياتهم التنويم المغناطيسي لدول العالم واستخدام أسلحة الإعلام والتهويل لتصدير القضايا واللعب بالأنظمة والشعوب الضعيفة.
الفحم هو مصدر الطاقة الأول والأعظم في الصين وعندهم منه جبال بيقوموا صناعاتهم عليها ولو صادفك الحظ ونزلت بكين وصحيت من النوم الصبح ونزلت الشارع وحاولت تقيس نسبة التلوث في الهواء هتلاقيها أعلي المعدلات في العالم إذا كنت سعيد الحظ وشوفت كف إيدك مع أول النهار.
الدول الناجحة لا تعتمد علي مصدر طاقة واحد وتبني نهضتها عليه.
رغم اقتناعي اننا نستطيع ان نصل حد الاكتفاء الذاتي من النفط والغاز في توليد الطاقه في 2030 ومع زيادة السكان والخير والنهضة التي تنتظر ولادي واحفادي في بلادنا ولكن النوعيات اللي شوفتها في القطاع وقابلتها وناقشتها معظمها لا يصلح للخطط في دماغي. وذلك ليس لعدم كفاءه لاسمح الله ولكن لعدم تدريب وانهيار في منظومات العقليه المرتبة والخطط الناتج عن يأس وعدم إطلاع وإحباط في من بيئة عمل فاسدة استشرت لفترة طويلة من بداية الألفية وتحتاج ساند بلاست بقدرة ضخ عاليه تكحت آثار الصدأ دة وتظهر المعدن النفيس في قلوب وعقول وسواعد الشباب في القطاع.
والبداية دايماً بخطوة بسيطة ولكنها تحتاج عمل جاد وشاق لترتيب القطاع وتأهيله للعودة كما كان.