23 ديسمبر، 2024
البترول مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: اللي يراهن علي الإستيراد .. خسران

 

أقصد هنا الدول التي يوجد عندها فرص نفط وغاز بكميات تجاريه وتعهد إلي الإستيراد وتستصيغه بديلاً عن الجد والتعب والعمل علي استخراج ثرواتها خسرانه وندمانه.

في بلدنا مصر كنا فعل ماضي ونسيبه في حاله، ملوك صناعة الغزل والنسيج وكان عندنا مصانع في المحلة تصنع كل شئ وتصدر منتجاتها للخارج ومن كرمنا السادات لبس العيال الأسرى الصهاينه في 1973 بيجامات كستور لاننا أسرناهم ملط وسترناهم. تخيلوا اليوم نصدر القطن ونتفاخر بذلك ونستورده من الصين ملابس؟!!!

إستيراد الغاز المسال والنفط ومشتقاتهم ما فيه أسهل منهم ولكن تخيلوا تستوردوا الطن بمبلغ X وهو تكلفته Z والفرق بين الاثنين 110 دولار.

سمعت تصريح إن شيخ الجيولوجيين في مصر قال عن مصر دوله فقيره نفطياً؟ كامل إحترامي لاخواني الجيولوجين ولكن من قال إن صناعة النفط والغاز عمل جيولوجيين فقط أو عندهم بمفردهم القرار؟

طيب أسألوا أخوانا في الدول العربية من علمهم صناعة النفط والغاز؟ واذا انكروا إسألوهم لماذا كان يرمز لادنوك الإماراتيه ADNOC E&P.

رجال الصناعة هناك ولاد الأصول يعلم أن الحرفين E&P لم يكن رمز للاستكشاف والانتاج كما هو المعهود ولكنه كان يرمز للجنسيتين المصرية والفلسطينية. وكان الفلسطينيون يشكلوا نواة الوافدين عندهم في أبو ظبي وكانًوا يستضيفوهم تعاطفاً مع قضيتهم ويلحقوهم في الأعمال الإدارية و السكرتارية، حتي لا يقال عنهم لاجئين وده كان أيام الشيخ زايد في أبو ظبي . ملحوظه استقلت من أدكو ومشيت لأن الإماراتيين كانوا بخلاء وما قدروني وحصلت عرض من شل في عُمان ب 3 أضعاف الراتب ورغم حبي للظبيانيين وأهل الشارقة ورأس الخيمه إلا أني طول عمري ماشي بمبدأ إدفع عشان تاخد الخدمه الصراحة راحة بصراحة.

ألا يكفينا ما نعانيه من فساد وكسل وتراخي في القطاع حدفتنا أسفل الأمم وجعلت من القطاع كيان نائم رغم توافر كفاءات يضرب بها المثال في ال SS subsurface studies و علوم الأرض وتكويناتها وتواجد مصائدها، كما يوجد بها خير مهندسي الحفر وصيانة الآبار في الشرق بأكمله والذي يشار لهم بالكفاءة وحسن السمعة وما أدراكم ما بها من مهندسي إنتاج وعمليات واللي يستطيعوا ترويض الحجر والصخر وإستخراج ما فيه من جزيئات نفط وغاز حتي يحلف أنه ما عاد فيه إلا مياه يعني .

حرام يكون في مصر وعلي ارضها ويعمل حولها هذه الخبرات الكبيرة وتصفي في الآخر أنك تشغلهم بقالين أو سماسرة نفط وغاز. لا يليق!

برميل نفط الصحراء لما يتمعظم في تكلفة إنتاجه لا يتخطي ال 20 دولار تكلفه تسليم باب مصنع التكرير وكذا البرميل المكافئ غاز حوالي 10 دولار كلفه، وايه عمرنا ما قربنا من طبقات deep Jurrasic ولا فردنا زراعنا وغطينا أراضي الصحراء والدلتا بمسح سيزمي ثلاثي الأبعاد.

«أحييه» .. ثلاثي طيب يثبتوا لي إنهم مسحوها حتي بمسح ثنائي الأبعاد الأبيض وأسود بتاع الخمسينات، ولا حد يقول لي إن PETREL بمعادلاته المستحدثه وألوانه شاف معلومه عن أراضي وكثبان الصحراء ما تحتها ويجي شيخ الصيادين بشوية خرايط أبيض وأسود تم تحليل خطوطها بأدوات خشبية وبرجل ومنقلة خشب يتهم بلدي أنها فقيرة نفطيا؟

احنا دوله فقيرة بكسلنا واعتمادنا علي من لا يملك الخبرة ومن تعمدوا إفقارنا من مسئولي المهنة لانهم لا يملكون ال know how.

رحم الله عبد الرحمن بن عوف عندما طلب أن يدلوه علي السوق ليبدأ من جديد بالتجارة والكد وأصبح أغني أغنياء المسلمين بعدما ترك ماله في سبيل الله خلف النبي ودعا له النبي صلي الله عليه وسلم بالبركة في ماله.

ومن أدرانا أن دعوة النبي لا تصيبنا جميعاً مهما طال الزمن.

لسه بحلم بيوم…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *