22 ديسمبر، 2024
مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: ثورة في عالم تشغيل أبار النفط

 

عالم الرفع الصناعي في آبار النفط علم واسع ودائما ما يقترن بأنشطة IOR و EOR ومع التقدم التكنولوجي اللي عايشناه آخر 25 سنة ولكننا لم نصل آخرة ولا يزال هناك ما يمكننا من زيادة oil recovery وتوفير النفقات.

أخترت لكم اليوم فكرة لزيادة انتاج آبار ال ESP وهي تستحوذ علي نسبة كبيرة من عدد الآبار التي تنتج بالرفع الصناعي عالمياً.

منذ التسعينات وأنا يشغلني فكرة التحكم في سرعات ال pump للتحكم في كميات الإنتاج ومساعدة خزانات النفط في التعاطي بهدوء مع عمليات ال water flooding وخصوصاً أن مهندسي الخزانات يبذلوا جهد كبير في ضبط ال pattern ومحاكاة الواقع ببرامج نظرية دائماً تفترض أن الأمور ستسير كما يقول النموذج ولكن كان للأسف water breakthrough او water fingring أو غيرها من معكننات التشغيل ربما تحدث دون رغبتنا نتيجة قصور الإنسان وحدة بطاقته البشرية في ضبط الأمور.

ومع التقدم في العلم اخترعوا VSD وده variable speed driver يتيح للإنسان إبطاء وإسراع الرفع بال pump مع استخدام معلومات من ال DHS التي تقيس ضغوط قبل وبعد ال pump وموتور temp وامبير مع ظهور تكنولوجيا الاتصالات والتحكم SCADA ودخول مهندسي ال Automation ولكن يظل العنصر البشري حاضر في المعادلة لإجراء التحكم في النهاية.

في نهاية عام 2003 ربنا هدانا أنا وزميلي خالد الفيومي مدير REDA pump في سلطنة عمان لفكرة إلحاق كمبيوتر صغير ونخزن فيه برنامج حسابي بسيط Algorithm يعمل علي pump parameters ويمكننا من عمل حسابات مخزنة سريعة مع استخدام لغة ال C وشوية if conditions علي كود من اللي كانوا بيضايقو ابني مهندس الميكاترونكس وهو بيصمم الروبوتات ليتحكموا في سرعة ال pump ذاتياً لضبط عمود السوائل بناء علي تصنيفها ومحاولة تحسين إنتاج الزيت water conformance goal. وبالفعل أقنعت سالم سكيتي وعبلة الريامية مديرين تنمية حقول الجنوب في PDO واشترينا تجهيزات ل 9 ابار وكنت مرشح البئر ABJ-32 للتجربة لأني أتفاءل به وكان ينطبق علية جميع المواصفات. ولسبب غرق البلاد بفيضان جونو في 2007 تركت عمان وسافرت هولندا.

وكالعادة المشروع اللي يتركه صاحبه يصبح يتيم ويتنسي. خلصت الحكاية هنا؟

لا والله كان معانا في الوقت دة شاب إنجليزي سيلز في شركة بتورد DHG’s وأسمها Zenith المهم أنا في الوقت دة كنت بجهز Paper علشان أنشرها في SPE magazine GPT وأنا بصراحة كنت اكتفي بذلك لتوثيق أفكاري وأتركها مشاع للي نفسه يطورها ويستخدمها الله يسهل له.

المهم كتبت Abstract وعلشان الإنجليزي بتاعي تمام زي طبيخ طنط نظيرة، أعطيت الكلام والفكرة بالصور والخطط لصاحبنا الإنجليزي يراجعها ويصحح الإنجليزي بتاعها وبالفعل الراجل ما صدق رجع لي الورق وإختفي وأنا هاجرت وانشغلت مع شل في بلاد الله ونسيت فكرتي أنا وخالد الفيومي والراجل الهندي من SLB اللي كان شاطر في elctronics وكتابات البرامج وحسابات الأكواد ولغة ال C عقدتي دي.

المهم بعد خمس سنوات تفاجأت بالأخ الإنجليزي يزورنا في هولاندا ويقدم لشل تكنولوجيا لتشغيل آبار ال ESP والتحكم في انتاجها ذاتياً باستخدام فكرتي اللي هي موش علم صواريخ ولا معجزة يعني ده طلبة بترول يعرفوا يعملوها.

ولكن سؤالي لماذا إلى اليوم لم تنجح شركة واحدة من اللي نسبت الفكرة لها في التنفيذ؟ عارفين لية؟ لأن الموضوع موش كمبيوتر وكود ومعدات صلبة ومتحركة. دي قصة خبرة ودراية بمشاكل آبار وضبط للأكواد تتماشي مع مشكلة البئر.

لا يوجد آلة في الدنيا تغني عن مهندس فاهم و عنده خبرة التعامل..

انتظرونا التكنولوجيا جاية من أصحابها الأصليين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *