المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: حقل الريشة الأردني.. والنموذج المصري
حقل الريشه عند الاشقاء في الأردن حقل ليس بالجديد علي العالم، اكتشف عام 1985 وتم إنتاج أول بئر منه في 89 وهو حقل في الصحراء في المنطقة الشمال شرقية علي الحدود مع العراق ومملوك للمؤسسة الأردنية للنفط ، بمعني أنه ينتج منذ حوالي 35 سنه عند معدلات حوالي ال 40 مليون قدم مكعب غاز طبيعي في اليوم.
ويعتبر أحد مصادر الغاز التي يعتمد عليها وزارة الطاقة الاردنية بجانب الغاز المصدر من مصر وسفينة إعاد الغاز المسال المستورد لحالته قرب ميناء العقبة.
واحتياجات الأردن العادية من الغاز لخدمة قطاعات الطاقة عندهم لا تزيد عن 380 مليون قدم في اليوم ولكن بالطبع عندهم مخططات للتطوير الصناعي والتنمية ربما يحتاج لزيادة من الغاز إلى 450-480 مليون قدم مكعب غاز خلال الخمس سنوات القادمة.
اليوم تفجر الأردن بيانات أولية عن تقديرات لاحتياطي الغاز من حقل الريشة قد تبلغ ال 10 TCF وهذا الرقم من الاحتياطيات يضع الحقل في مصاف الحقول المتوسطة الكبر. ربنا يبارك لهم في اكتشافاتهم وتنجح وزارة البترول والثروة المعدنية في الأردن في تأكيد بياناتهم.
لفت نظري أن الأشقاء في الأردن تنمي هذا الحقل بتروي وتعتمد علي مؤسسة حفر وطنية وأخرى كويتية تسند إليها عمليات حفر الآبار ، وهي تعمل في هذا الصدد بهدوء وثبات خططي حتي وصلت بإنتاج الحقل إلي 40 مليون قدم مكعب في اليوم وعندهم خطط لحفر 18 بئر في 2024 ومثلهم تقريباً في 2025 وهي تعتمد علي نفس شركات الحفر الوطنية، وتسند بعض الآبار لشركة الحفر الكويتية وتخطط لزيادة إنتاج المملكة من الغاز في خطه خمسية إلى 200 مليون قدم مكعب في اليوم لتوسيع مناطق إستخدام الغاز في وسط وباقي ربوع المملكه صناعياً.
عجبني حاجات كتيرة في المشروع، أول حاجة وأهمها هو الثبات علي المبدأ والاعتماد علي مؤسسة البترول الوطنية لحفر وتنمية هذا الحقل علي مدار 40 سنه. و النقطة التانية هي الهدوء في الحديث عن الإنتاج والاكتفاء فقط ب 200 مليون قدم مكعب غاز يومي لدعم الطاقة محلياً حتي يتم التأكد من أرقام الاحتياطي العالية.
ثم أخيراً التحدث مع الأشقاء في مصر عن طموحات لإنشاء خطوط لنقل الغاز بكميات تسمح بتصدير الفائض لمصر للاسالة والتصدير عالمياً او للاستخدام المصري بسعر السوق من خلال خط الغاز العربي الذي يبعد 300 كم عن العاصمة عمان والتي تبعد بموقعها عن منطقة الحقول علي حدود العراق علي بعد 380 كم.
خطط متعقلة وتفكير هادئ ولكن هناك سؤال له علاقة بمقالاتي ونصائحي لوزارة البترول المصرية. حقل الريشة اكتشف من 40 سنه ما الجديد الذي رفع أهميته ليصبح في مصاف الحقول العظمي؟
وليس عندي شكوك في امكانياته لان مؤسسات تقييم أمريكية دخلت علي الخط واضحت تردد أرقام أردنية. ومعلوماتي عن هذه المنطقة في الجنوب الغربي للعراق غنيه بالنفط والغاز.
لو ثبت فعلاً أرقام الاحتياطات بعد حفر ال 35 بئر هذا العام والعام القادم فهذا يعني قابلية المملكه لرفع معدلات انتاجها لأكثر من 600 مليون قدم مكعب غاز في اليوم يصلح منهم للتصدير 200 مليون قدم مكعب إلي مصر أو أكثر بحسب طاقة استهلاكهم وخطط تصدير الفائض بغرض التجارة .
الحفر والتنقيب والتوسع في التنمية بهدوء يكشف المستور تحت الأرض.
هذا حقل صحراوي والتعامل معه في عمليات الاستكشاف والمسح السيزمي والحفر والاكمال والانتاج يتم من خلال خبرات وطنية المدعومة بتكنولوجيا غربية من خلال وكلاء محليين وتعتبر التكلفه معقوله جداً وتدخلات الصيانة ودعم الآبار يتم بإجراءات مباشرة وغير معقدة وفي وقت بسيط يوفر ظروف إنتاج عند أقل deferments time ودة مكسب جيد.
كل التوفيق واتمنى مشاركة جيدة من خلال اتفاقيات win-win لمساعدتهم في التنمية والإنتاج العالي، وايضا في النقل والمعالجة والتصدير بشكل يخدم اقتصاد المملكة.
١- اختيار المواقع السهلة في الصحراء والمياه الضحلة.
٢- الجرأة واستخدام رأس مال مصري جرئ ومعزز بدراسات جدوي .
٣- تشغيل واستخدام أجهزة حفر مصرية معطلة وإسناد عمليات البحث السيزمي لشركات مصرية بتوكيلات اجنبية مساعدة.
٤- التروي في التخطيط وعدم القفز لانتاج يحدث فرقعة ثم نقعد بجانبه ننتظر المدد.
ستة أشهر كامله وانا أنادي زملائي في مصر بالالتفات لنصائحي الأربعة أعلاه وهي موجودة في جرايد رسمية وعلي مواقع متخصصة والآن أمامكم تجربه ناطقة ومؤكدة بمناقشات الأسبوع الماضي علي مستوي وزراء البترول المصري والاردني علي هامش مؤتمر أديبك أبو ظبي.. كل التوفيق لمصر