31 يوليو، 2024
البترول مقالات موسوعة وأبحاث الطاقة

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: رسالة إلى وزير البترول والثروة

 

اهتم المصريون بالبحث عن الغاز الطبيعي وتتبع انتاجه وإستيراده وأسعاره والتحديات التي تواجه بلادنا لتعويض النقص في إنتاج مصر من الغاز بعدما اتجهت الدولة لتوليد نسبه كبيرة من الكهرباء من خلال توربينات تعمل بالوقود الغازي وما صاحب ذلك من مشاكل انقطاع الكهرباء المتكرر بسبب هذا التغيير اخر خمسة سنوات.

وبما أنني من أوائل الخبراء في مصر الذين أشاروا لأهمية الغاز الطبيعي لمصر والعالم منتصف التسعينات من القرن الماضي كما نشرت في مقال سابق أجد نفسي بشكل غريب وكأني سبب فيما آل إليه حال الطاقة والبترول بشكل خاص في بلدنا رغم هجرتي القطاع وعملي بالخارج ما يقرب من الربع قرن.

الغاز الطبيعي هو الأسهل في اكتشافه وإنتاجه وتداولة بين المنتجات البترولية والمفترض أقل كلفه وأكثر أماناً في التعامل الفني معه ولكنه بشرط تواجد الخبرات المدربة لذلك.

مصطلح غاز طبيعي مطلق ويعبر عن منتج بترولي ولكنه عالم وبحور من الخبرات والفنيات تندرج تحت هذا الأسم (السهل) لايعرف منها العامة غير أنها مصدر طبيعي لتوليد الكهرباء وتموين المنازل والسيارات وبعض المصانع التي تعتمده مصدر حراري.

الغاز أنواع منها الغني والفقير (Rich & LEAN Gas) ومنها الحلو والقلوي ( Sweet & Sour Gas).

دائماً الغاز الغني ما يقترن بنسب عالية من المتكثفات النفطية عالية الطاقة الكامنة وتعتبر الأعلي سعراً من المنتجات البترولية علي الاطلاق وهي كريمة النفط المباع ويا سعدها الشركات التي تنتج غاز طبيعي غني بالمتكثفات مثل دولة قطر وبعض حقول أمريكا وايران والجزائر وانجولا والذي لم ينتج بعد في ربع السعودية الخالي. أما في مصر وسوريا للأسف غازاتنا فقيرة.

حتي الغاز القلوي السام أعلي أنواع الغاز كلفة إنتاج إلا أن كل الشوائب والمواد السامة بعد إنتاجها نعالجها ونفصلها ونقيم عليها مشروعات استثمارية تدر دخل يعوض زيادة كلفة إنتاجه.

الغاز الطبيعي موجود في تحت كل طبقات الأرض برية وبحرية مياه ضحلة ومياه عميقة ويندر تواجد حقل إنتاج نفط ولا يعلوه خزانات تحوي غاز طبيعي واحيانا اسفل منه في عصر جيولوجية اقدم كما في سخالين روسيا وصحراء مصر الغربية.

كما ذكرت في مقالات سابقة التعامل مع خزانات وحقول الغاز الطبيعي سواء في الصحراء أو البحار بنوعيها وخاصة المياه العميقة لا يفرق مع مهندسي البترول طالما ثبتنا مواسير المقدمة conductor cag وبدأنا حفر في اليابسه لا يفرق معنا إلا في حالة واحدة وهي:

التحديات التي من المتوقع مقابلتها طوال زمن الإنتاج وصيانة الآبار والخزانات وهذه لها مقدمات أثناء عمليات الحفر والتنمية.

فمن المعروف أن حفر الآبار الاستكشافية واختيار وتوزيع أماكنها لحصر احتياطيات الخزان ودراسة تحدياته في منتهي الأهمية وهناك شركات الفترة بين هذه الآبار الاستكشافية وحفر آبار تنمية وإنتاج تأخذ سنوات من الدراسة للابار الاستكشافية وخصائص الخزانات من معلومات الحفر السابقة والتعمق للحصول علي أفضل تصميمات وطرق لتنمية هذه الحقول.

الموضوع ليس سهلاً رغم المقدمة التي أوضحت فيها سهولة اللعب مع الغاز ولكن سهولتها في بساطتها ووجود الخبرات خلف التعامل مع كل خطوة فيها.

المفاجئ للمصريين أن منهم ويعيش بينهم أعظم خبراء التعامل مع خزانات وحقول الغاز الطبيعي في العالم بلا مبالغة سواء منهم من لا يزال في القطاع أو تقاعد لبلوغ السن. ولكن للأسف يتصدر المشهد من لا يفهم ولا يمتلك الخبرة لمناقشة الشركاء الأجانب إذا وجهوا خططهم تجاه تنمية تجارية الغرض منها الدعاية والمكسب السريع.

اعتقد حقل ظهر كان درس عظيم للجميع، كما أعتقد ان رسالته لمن استخف به وتعامل بإستهتار علي أنه مشروع عادي وتحت السيطرة وصلت القاصي والداني في صعيد مصر.

ولكن لا يعني ذلك النهاية ونفقد الأمل في العودة إلى اكتفاءنا الذاتي من الوقود الأحفوري، بالعكس أنا أعتبره بداية ودرس للوزارة الجديدة ان تدخل التحدي وهي جاهزه وتعلمت من سابقيها أن التخاذل والرضا بأن نكون ترس ضعيف في منظومة حركه قوية هيفرم الوزارة بمن فيها لأنها وزارة علي الجبهة نتائج عملها يقيمها الشعب بنفسه وليس مسئول أو أجهزة ربما تستطيع أن تغطي وتستر العوار في قطاع البترول.

رسالتي للمهندس كريم بدوي رجل الجامعة الأمريكية وتدريب شلمبرجير التي تولي الكفاءات وتضعها في مكانها السليم وتجنب الشخصنة وتكافئ من يستحق، ان يستخدم استراتيجية شركته الفرنسية الأمريكية في إدارة الوزارة ولا يستعجل النتائج ويرتب أدواته  ورؤساء شركاته ونوابها ويولي عليهم الأكفأ وليس قريب فلأن أو علان او ترتان كفانا احراج لمؤسسة الرئاسة وشغل الرئيس بمشاكل داخلية تافهه نتيجة جهل وفساد مسئولين شخصنوا الأمور وأحاطوها بمبررات ساذجه برأوا بها انفسهم وهم لايعلمون أو  يخونون عملهم ووطنهم يختاروا أحد السببين ينهوا به حياتهم العملية ويلزموا بيوتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *