22 نوفمبر، 2024
مقالات

المهندس محمود أبو الفتوح يكتب: كيفية التعامل مع كنوز الصحراء المصرية البترولية

في مجال الاستكشاف والإنتاج E&P لإستخراج البترول من صحاري الأرض هناك طرق تقليدية للتعامل مع طبيعة الصخور والتكوينات الجيولوجية.

الصحراء الغربية المصرية أراضي تمتاز بأنها منبسطة أفقية في معظمها تقريباً مع ندرة الجبال، وهذا ما يميز سهولة مسحها جيولوجيا واختبار وجود التكوينات التي ربما تصلح أن تكون مصائد بترولية.

كما ذكرت في مقالات سابقة تقريباً الشركات العالمية مسحت ما يبلغ من 30-40% من أراضيها سيزمياً، وغالباً هناك خرائط وخطوط سيزمية 2D قديمة موجودة في مكتبات هيئة البترول المصرية ولكنها للأسف غير كافية لتنمية الأرض الممسوحة جيولوجياً.

ما ينقص الصحراء الغربية المصرية لاستغلال ثرواتها البترولية الاستغلال الأمثل هو :

1- إعادة مسح الأجزاء المغطاة بخرائط ثلاثية الأبعاد 3D.

2- تغطية أجزاء أخري مشتبه جدواها الاقتصادية بخرائط وتحليلات أولية.

3- حفر آبار رأسية قليلة الكلفة لاختيار تواجد المصائد البترولية وتقييمها ثم العمل علي تنمية المناطق الواعدة.

تحدثت في مقالات سابقة عن أنواع التكوينات والمصائد البترولية في الصحراء الغربية المصرية وذكرت أنها تمتاز باحتوائها علي أنواع متعددة ولكن يكثر بها ما يسمى بال Stratigraphic traps أو المصائد الطبقية وهي من أصعب المصائد وأكثرها تحدي للتنمية وذلك لعدم تأكدنا بشكل كامل من وجودها أو جدواها من المسح والتحليلات السيزمية فقط ولكن ينبغي الحفر والاختبار أمر حتمي لحسم الفرص.

من المعروف لمهندسي البترول أن لاشئ يتم التأكد منه بشكل متكامل إلا إذا تم الحفر واختبار وجود البترول ورؤيته رؤيا العين وهذه خصائص التعامل مع المجهول ولكن دائماً نظريات الاحتمالات ينتج عنها مكاسب كبيرة إذا كان وراءها خبراء ومتخصصين.

ليس كل من أدار جهاز حفر حفار ولا كل من رسم خريطة جيولوجي أو مساح، العلم والتكنولوجيا واستخدام أجهزة الكمبيوتر أضافت للإنسان الكثير من وسائل التأكد من الفرص وتقليل مخاطر المجازفة وضياع الوقت.

كتبت بالأمس أن الصحراء المصرية ينقصها أطقم Subsurface ومهندسي خزانات نفطية ومهندسي حفر وتصميم آبار ومسئولي وضع خطط وتصورات well on paper ومسئولي إدارة مناقشات اختيار أماكن حفر الآبار well pick sessions من نوع خاص وتفكيرهم خارج الصندوق. و هذه الصفات لا تتواجد في خبرات أقل من 30 سنة من العمل في المجال.

وهذا ليس تقليلاً من كفاءة الموجودين في الساحة اليوم ولكنني رجل واقعي عملت في أكثر من 20 مشروع نفطي وغازي من أكبر مشاريع العالم في 12 دولة ولذلك أنحي المجاملات والعاطفة عندما يتعلق الأمر بجدية مشاريع ومصداقية المسئولين في نواياهم.

ذكرت أن الخبرات الكبيرة التي تربت علي يد خبراء أجانب واكتسبت خبراتهم من كيانات عظمي في مجال الاستكشاف والإنتاج هاجرت خارج البلاد من 30 سنة بحثاً عن تقدير ودخل مادي عادل يكافئ خبراتهم، وبالتالي تم تفريغ قطاع النفط المصري من الرواد في بداية الألفية وما بعد هذا التوقيت شباب مكافح صبور تحدي صعاب بيئة العمل ونقص التدريب والسفر للخارج وعلموا نفسهم ذاتياً دون أخذ فرصتهم كاملة في التوجيه واكتساب المهارات ومع ذلك يحافظون علي إنتاج الدولة عند 40% مما يستحق أن تكون علية وهذا بالنسبة لي تحدي كبير وأثبتوا كفاءة فيه.

الصحراء الغربية المصرية لا تحتاج فلسفة ولا rocket scince هي تحتاج إلى السهل الممتنع ويتمثل في:

١- التأكد من فرص اللحاق بمصائد.
٢- حفر آبار اختبار slim design تصل الخزان barefoot نختبر الطبقات ونكمل علي المؤكد.
٣- استخدام خطط خارج الصندوق لإدارة معدات الحفر الثقيلة وتدويرها بخطط محكمة..

وفقكم الله لما فيه الخير لمصر والمصريين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *