بالرغم من ان كميات الاحتياطي بحوض شرق البحر المتوسط لا تقارن بمثيلتها المؤكدة في ايران وقطر والربع الخالي بالسعودية أو الاحتياطيات في دول الإتحاد السوفيتي القديم إلا أنها كميات تكفي سد حاجة دول أوروبا من الطاقة وجزء من قارتي أمريكا ودول في الشرق الأقصي.
لكن لا يصح مقارنة جدوي الغازات المنتجة من قطر بالغاز المنتج من البحر المتوسط وروسيا فهناك اختلافات كبيرة في تفاصيل العوائد الاقتصادية المشجعة للمستثمرين علي قبول مخاطر المشاريع.
نعم السياسة ولين الدولة صاحبة الامتيازات في التفاوض والتعاقدات لها حساب ولكن في النهاية المنتج النهائي تقريباً مكون من غاز الميثان والإيثان في حالتهما بصرف النظر عن قيمة المواد المصاحبة الأثقل.
وقد تحدثنا سابقاً أن مصطلح غاز يطلق علي كل ما هو وقود أحفوري في حالته الغازية بالرغم من وجود تصنيفات تميزه في قيمته الاقتصادية ومصاريف إنتاجه وفصلة ومنتجاته النهائية وقيمتها الأقتصادية.
عندما ننظر إلي جُل الاستخدام النهائي للغاز نجدة طاقة كهربائية تقاس بالميجا واط بصرف النظر عن التقدير السعري للغاز المباع سواء طن متري او مليون وحدة حراريه ففي النهاية التسعير يعتمد علي البائع وتأثيره دولياً والثقة في الأستدامة والمسافة.
بدون دخول في تفاصيل ذكرنا ان العمل في مشاريع غازات المياة العميقة ملعب محصور منذ 40 عام علي شركات عالمية لا تخرج عن إكسون موبيل وشل العالمية وبريتش للبترول، وكان هذا التصنيف ساري حتي 10 سنوات مضت بالرغم من محاولات شركات مثل شيفرون وتوتال وإيني وجاز بروم ونوفاتيك وغيرها اقتحام الصناعة والدخول في تفاصيلها ولكن تظل الفجوة كبيرة في التكنولوجيا والإستدامة والسمعة العالية حكراً علي شركات القمة الثلاثة الأوائل رواد المجال.
وأذا اختصيت شركة شل «شركتي السابقة» بالحديث لأني لا أميل أن أفتي فيما لا أعلم أجد أنهم تأثروا سلبياً آخر 20 سنة بنوعية القيادات المتغيرة وتغير الاستراتيجيات في الإدارة. مع احترامي لكفاءة هؤلاء القادة اصحاب الخبرات في الادارة والمحاسبة والتنظيم ولكن يبقي العقل المفكر في نجاح اي مشروعات عملاقة لغازات المياة العميقة أو الوقود الأحفوري بشكل عام هم الخبرات من الجيولوجيين ومهندسي البترول ورجال البحرية تخصص أعماق والكفاءات منهم في التخطيط والتنفيذ في مشرعات upstream بالذات لأنها تمثل روح النجاح واستدامته.
هؤلاء للأسف غير موجودين في الشركات الثلاثة الذين تحدثنا عنهم بعدما تخلت عنهم الشركات بحجة التغير والإهتمام بالوقود المتجدد وخلافه.
نأخذ مثال على ذلك مبني شركة شل في القاهرة يتكون من أربعة طوابق تحتوي إدارات في التسويق وعمليات الغاز وكان فيها مكان لأنشطة upstream وتشمل خبرات كبيرة في مجالات البحث والتنقيب عن الغاز والنفط، تجدوا الشركة انتهت لمجموعة مكاتب تسيير أعمال للإدارة العليا ومعظمهم عقليات تجارية وتسويق واهتمام بأسواق retailer من زيوت مخلقة وشحوم ومحطات وقود ان وجدت مع مجموعة موظفين يبحثوا عن فرص لاتفاقيات ببنود تعطي الشريك الأجنبي إمتيازات سريعة من استرجاع مصروفات ومناقشات واتفاقيات وخلافة وتجد ان الجزء الذي كان مخصص ل upstream خاوي ومكاتب خالية.
بنية تحتية لا تبشر بأي نجاح أو استدامة وحصل الكلام هذا بعدما وجهت إدارة شركة شل العليا في هولاندا اهتمامتها ناحية قطر والسلطنة، وحتي الأخيرة تفقد شل سمعتها وأسهمها علي المدي المتوسط فيها بسبب سوء الإدارة ورعونة قراراتها، عذراً ولكنني حزين علي صرح ساهمت بأكثر من 15 سنة في بناءة..
للحديث بقية..