لم أكن يوماً مشجعاً لإقامة مؤتمرات ومعارض تخصصيه لاجدوي منها غير محاولات مجديه ظاهرياً لنهضة القطاع وانتشاله من ثبات عميق وصل بأهله الي درجة الاستسلام للأمر الواقع وعدم التفكير حتي في استغلال اجهزة حفر متناثرة في الحقول لاتعمل حتي قرر أصحابها الخروج بها للإيجار في دول شقيقه للعمل بإيجارات تنافسيه بالكاد تكفي صيانتها وتشغيلها ومرتبات عامليها.
المؤتمر هذه السنه مختلف ليس فنياً ولا من خلال تقديم تكنولوجيات حديثة من الشركات العالميه وذلك لتكاسل الشركات العالميه وانصرافها عن البحث والدراسه والتطوير آخر أربعة سنوات لم يعرضوا أي جديد الا بعض الانشطة المختصه بالذكاء الإصطناعي وبعض تطبيقاته البسيطه لخدمة الانتاج والحفر وللحق تأثيرها بسيط وربما غير ملفت للنظر.
أهمية المؤتمر هذا العام في توقيته وظروف إقامته فمصر دوله تتوسط منطقة غنيه بالنفط والغاز بدأت رحلة نهوض قويه وجادة في قطاع البترول وشعر بجديتها شركات عالميه امتنعت لسنوات طويله عن العمل الجدي في حقولها وبحارها مثل اكسون موبيل والبريطانيه للغاز او البترول و شيفرون شركات غابت شمسها عن مصر منذ القرن الماضي ولمدة ثلاثة عقود عادت وبدأت انشطة بحثيه وحفر آبار استكشافيه في ظروف جديده من جدية الحكومه في تنفيذ بنود التعاقدات وتقديم الدوله تسهيلات وتيسيرات في التسعير حال شراء حصتهم للاستخدام المحلي.
ولأن السياسه لا تفترق عن البترول فمصر بإقامتها المؤتمر هذا العام تثبت وتدعوا العالم برسالة سلام ان يأتوا ويطمئنوا فالحروب والاضطرابات لا تؤثر علينا فبلادنا دعاة سلام وقبلة نجاه للفارين واللاجئين من حروب أضرت بالأمن في بلادهم وان تصرفات الصغار علي الحدود من كل جانب تتكسر علي بوابات مصر وستظل مصر حاجز وعامل أمان لأوروبا تمدها بالغاز وتقف بوابة منع للهجرة غير الشرعيه من قارة يعاني شعوبها من النهب والقتل في بلادهم واحساسهم بوجوب الفرار في مراكب الهجرة مكتظه بأحلام شباب في العمل والحياة.
تشريف الرئيس وضيفة رئيس دولة قبرص التي تشاركنا هموم المنطقه وتشاركنا مستقبل استنزاف آمن وتسويق غاز البحر المتوسط ليعم الخير علي دول شمال وجنوب المتوسط ورخاء شعوبه رساله لمن يعقل أننا من نصنع ونقرر الحرب والسلام وقادرون علي حمايتهم ومنع هذا واقامة ذلك.
العائد الفني او المادي علي القطاع من عقد المؤتمر ليس بقوة العائد المعنوي ولكنه موجود حتي وان لم تحضر شخصيات قياديه تمثل الشركات الكبري ولكنهم بكل تأكيد وصلهم الخبر ان هناك مؤتمر عالمي يقام وهناك دوله محوريه ذات قرار وتحمي مصالحها في المنطقه وبكل تأكيد لهم مصالح معها حتي وان كانت أنشطتهم الهامه في دول شقيقه أخري بالمنطقه ولكنها تبدأ وتنتهي عندنا في مصر أم الدنيا.
كل التوفيق لمنظمي المؤتمر أعملوا في هدوء وإخلاص سيري الله أعمالكم المعروف عن أنشطة النفط والغاز ان نتائجها لاتظهر سريعاً ولكن تأتي في وقتها ولكنها تستمر وتكون رقم هام في ميزانية دول النشاط المستقرة.