لست من مشجعي البرامج الموجهة مباشرة لنصرة القيادة في الدولة بشكل مبالغ فيه أو تمدح الحكومة المصرية الحالية ، والتي يعلم القاصي والداني أنها حكومة إرث الفشل وفي عهدها إنهار اقتصاد الدولة.
نعم هناك أسباب منطقية لهذا الضعف في الاقتصاد، ومنها الحصار والديون وعدم الاهتمام بالأولويات، ولكن هناك أسباب أخرى في الإمكان تجاوزها ومكافحتها لنهضة البلد بشكل أسرع..
اصطدمت ببرنامج لصحفي في الأهرام، ما كنت أتوقف عند برامجه، ولكن لا أدري لماذا توقفت الأمس ، وكان عنوان الحلقة إعادة للقاء الفريق كامل الوزير في زيارة لمنطقة الروبيكي لصناعة الجلود، وشدني كلام الرجل وصدقه في مجمل الحديث وبالصور والأرقام.
وزير في الحكومة المصرية يحمل حقائب النقل والطرق والصناعه، ثلاثة حقائب ثقيله علي كتيبة كاملة من البشر لإدارتها ، وخصوصاً إذا كانت من نوعية باقي الوزراء في الدولة.
هذا الرجل ناقش في خطابه العفوي لب المشاكل في جميع وزارات الحكومة وكيف تغلب عليها بحماس يحميه جيش قوي يطمئنه أن يتكلم ولا يخشي احد.
وهو في زيارة لاستعراض مصنع جلود قطاع خاص كامل الآلات وعلي أحدث التصميمات الإيطالية ، لينتج منتج للتصدير يدر علي الدولة عملات صعبة قال أيه؟
كان هناك في الوزارة هيئة تسمي هيئة تسهيل التعاقدات واستخراج التصاريح، ولكنه أطلق عليها لقب هيئة صنع الأزمات؟ بمنتهي الجرأة أتهم هيئة حكومية رفيعة بالبيروقراطية وتأخر الصناعة في هذا المجال.
بل تعدي ذلك أن تكلم بكل صراحة أن هذه الهيئة كانت تتحكم في مركز كبير لصناعة الجلود وتدريب العاملين وكان مجهز بأعلي التكاليف، ولكن هذه الهيئة كانت تفتقر للخبرة في إدارة هذا الكيان.
واسترسل بكل صراحة أن هذه الهيئة الحكومية انبثق منها لجنة استشارية من خبراء الحكومة، لم يفعلوا شئ لسنوات لافتقادهم لخبرة إدارة المكان؟
يا الله الرجل فجر قنبلة في توقيت صعب، ولكنه مكلف بعمل ويؤمن بالمصارحة إذا أردتم التنفيذ!
عمل إيه الفريق كامل بعدما زار هذا الصرح العظيم المهمل، والذي تتشبث به الحكومة بأياديها وأسنانها ووجد إنهيار السقف من الصدأ، وخروج الماكينات عن العمل لإنعدام الصيانة، قرر أن يعطي صلاحيات إدارة هذا الصرح الصناعي للقطاع الخاص وفي خلال ساعات من الزمن.
وتقدم للمصنع رجل أعمال متخصص، ووافق له كامل الوزير علي البدء في الإدارة وبدون مقابل بشرط أن يصرف عليه ويجدد ماكيناته ، ويبدأ التدريب ومساعدة المدابغ الصغيرة في إنهاء أشغالها وبمقابل رسوم بسيطة.
وقبل التنفيذ تجمع مجموعه من رجال الأعمال المتخصصين في الجلود ، وطلبوا من الوزير تأسيس شركة لهذا الهدف وليس الإسناد لشخص واحد ووافق الوزير.
قصة نجاح وثورة في إدارة الازمات والتغلب علي البيروقراطية وظاهرة الامتلاك والتكويش التي تتبعها جميع وزارات الحكومة المصرية وكانت سبب فيما آل إليه حالنا اليوم.
بالمناسبه هذا اللقاء اللي نوة فية وزير الصناعة إلى إقالة مسئول كبير بإعفائه من مهامه، اتخاذ القرار لخروجه في إجازة وقت يتطلب سرعة توقيع عقود الإتفاق بين الوزارة والقطاع الخاص لإدارة هذا المكان المهم المهمل، وفي ثواني أعطي صلاحيات الموظف اللي في إجازة لزميله ووقع التعاقد علي الهواء مع وعد بتوثيق صلاحيات صحة التوقيع في اليوم التالي.
قصة طويلة ..الكثير من الشعب المصري سيستخف بها وعندهم حق لأنهم لا يلمسون نتائج إيجابية من زيادة إنتاج وانخفاض أسعار وتوافر مستلزمات وتخفيض بطالة شبابنا.
ولكن الحكومة المصرية ليست وزير واحد، ولكي نلمس التغيير ، نحتاج كامل الوزير في كل وزارة مصرية ، بجميع الصلاحيات الرئاسية التي أعطيت له لثقة الرئيس في اخلاصه واجتهاده في عمله.
لو عندنا كامل الوزير في وزارة البترول المصرية سنكتفي ذاتيا من إنتاج النفط والغاز في 2030.
بالمناسبه أنا نفس الشخص اللي من يومين كتب رأيه إننا لا نريد معالي الوزير نفسه رئيساً للحكومة ، وكانت أسبابي سياسية بحته، في منعطف تمر به البلاد وتحتاج تهدئة الشعب وتفويت الفرصة علي جهات أجنبية تصطاد في مياه البِرك والمستنقعات.
ولا زلت عند رأيي وهذا لا يقلل من كفاءة الفريق مهندس كامل الوزير كرئيس للوزراء، ولكن الدولة تحتاجه في موقعه.
رجل بحق عنوان للنجاح والجودة وفي مكانه الصحيح في المعركة، واتمنى من الله أن أعيش لأراه في موقع نائب الرئيس بمطلب شعبي.
هذا الرجل هو من سيزيد كفاءة تشغيل ال LRT والقطار الكهربائي والمونوريل وبأسعار تذاكر مخفضه بعدما يفتتح العدد الأكبر من المصانع والمشاريع التي تجذب الشباب للعمل واحتياجهم لوسائل انتقال في طريق هذه المواصلات.
منظومة تكامل متكاملة بفكر كامل..