بدايه مبشرة وزير البترول المصري الجديد من شركات الخدمات العالميه وليس من قطاع البترول المصري الحكومي.
نعم سابقه كان مهندس يعمل لفتره مسئول تسويق في إحدي الشركات العالمية ولم يجانبه التوفيق 9 سنوات أدت الي تدمير صناعة النفط والغاز في مصر وهروب معظم الشركات العالمية المحترمة ولكن إدارة قطاع البترول المصري بفروعه المتشعبه وتمكين الحرس القديم وسيطرته علي حركة وأداء القطاع لطالما تحكمت في الشخصيات التي ترأس الوزارة وليس العكس.
وزارة البترول فيها شخصية أو شخصيات لا تمت للبترول تسيطر علي مكانها في الوزارة من 25 سنه أو أكثر وعندهم من المهارات التي تقنع أي وزير ضعيف ولا يجيد إدارة وزارته أن يبقي عليهم ويدور في فلكهم
الوزير الجديد من أحد أفضل شركتين خدمات نفطية في العالم، بدأ حياته مهندس ربما ليس متخصص، ولكن بدأ يسعي ويعمل حول الآبار وحقول النفط المختلفه ويتعلم ويركز في عمله ويتدرج حتي وصل أعلي المناصب الفنية من والإدارية افي شركته في مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
وهذه الشركات تعطي جرعات تدريبية لموظفيها وخبراؤها وفترات معايشه طويلة ومحترفة في مجالات التفاوض والتعاقدات والاقناع لعملاؤها ومعظمهم من الأجانب. هذا بجانب مهارته في مجالات upstream وهو مجال البحث والتنقيب والانتاج وهذا هو المجال المهم في المرحلة الحاليه لمصر لنخرج من مرحلة الاستيراد ومشاكله.
شركات الخدمات العالمية استحدثت آخر 20 سنه انظمة وعقود خدمات جديدة وعبقرية وهي خدمات Turn key services وهذه كانت نقلة نوعيه لزيادة حجم اعمالهم وارباحهم وبدأوا هذه الصيحة في الشرق الأوسط في دول الخليج الغنيه بالنفط والفقيرة ب know how بمعني يدخل اتفاقيه بتعاقد علي بلوك بحري أو بري ويبدأوا الصرف عليه من أنشطة استكشافية وحفر وتنقيب ثم انتاج وعندها إما يستمروا شركاء في الإنتاج أو يبيعوا اكتشافهم وانتاجهم لشركات متخصصة تنمي وتنتج وتتعامل مع الدولة.
هذه المنظومة هي حصان طروادة لعودة مصر علي خريطة الطاقة والاكتفاء الذاتي بحلول العام 2030.
كل التوفيق للوزير الجديد وأهمس في أذنه قطاع البترول المصري عاني آخر 15 سنه من نقص الكفاءات والتدريب المحترف لصنع أجيال مستعدة لرحلة بناء الجمهورية الجديدة وهذا لسبب عنادهم عن اعادة الطيور المهاجرة لقيادة الشركات والمشاريع كل في تخصصه. إعادة الخبرات المهاجرة إذا رغبت في ذلك او بلغها الثقة في التغير سيكون إنجاز عظيم وإن لم يحدث فالبركة في الشباب ولا بأس من استقدام مؤسسات تدريب ومدارس فنية عالمية تكون مشروطة في التعاقدات الجديدة لخلق كوادر وكفاءات فنيه تصلح ما أفسدة السابقون.
كل التمنيات بالتوفيق للوزير الجديد وإذا فعلاً بدأ رحلة التغير والإصلاح لن يسير وحدة وسيجد العون من شرفاء قطاع البترول المصري وهم ألوف من الخبرات والكفاءات التي يئست من حال القطاع ولكنها لم تفقد الأمل.
وهذا ما ينقص القطاع المصري في المرحلة الحالية فما بالكم بأن الوزير نفسه سيكون من جانب ضحايا البيروقراطية وتعاملات القطاع المحلي والذي أودي بنا لما نحن فيه من هجر للكفاءات وشركات البحث والتنقيب العالمية.
بالتأكيد لن يحمل عصا سحرية وإن كان يندرج من مكان كان يسبقه فيه مديره حاتم سليمان والذي كنا نلقبه من 35 سنه ب ( خاتم سليمان) لكفاءته ومقدرته علي تنفيذ كل المشاريع الموجودة في خططتنا للتنمية.
اتمني ان الوزير الجديد لا يسلك طريق سابقيه ولايخشي من الطابور الخامس في الهيئة والشركات المشتركة وشركات القطاع .
عملية الأحلال والتغير مرهقه جداً وسيصحبها خسائر وقتيه ولكنها لن تضيع القطاع أكثر مما هو ضائع ومنهار وتحتاج اجهزة الدولة لحسم التغير دون خسائر فادحة اذا جنح الوزير الجديد للتغير السليم وتجرأ علي دخول عش الدبابير!
نوعية اختراق مؤسسات الدولة التي تعاني الفشل وترتيبها وتطهيرها يجب أن تكون منظمه ودقيقه اذا أرادت الدولة لذلك قبل إتخاذ القرار يجب أن يكون مدروس في سرية ومعلوم مركز التغير ومن يرتاح في بيته ومن يأخذ مكانه في هدوء وسرية والقطاع والدولة التي عهدت علي تغير أسعار المحروقات في العطلات الأسبوعية وفي منتصف الليل بلا شك تجيد هذه المهارات.