توقعاتي للعام الجديد 2025 لقطاع البترول المصري والانتاج من النفط والغاز لا يعكس كم الفرص والمشاريع المتاحة علي أرض مصر العظيمه وبنيتها التحتيه والتي تعد ثروة قومية لا تقل بحال عن قيمة ثرواتها من الذهب الأسود تحت الأرض، وذلك لأسباب تتعلق بتأخير مشروعاتنا لأسباب كثيرة آخر ثماني سنوات.
لذلك أتوقع عام آخر من بذل الجهد في تدبير النقص من الغاز الطبيعي والمشتقات النفطية التي تغذي شبكات توليد الطاقة الكهربائية في البلاد في ظل ثورة نهضة الجمهورية الجديدة زادت من احتياجاتنا للطاقه بما يزيد عن 20% عن السنوات السابقة وقوبلت بتحديات طبيعية وخارجية عطلت الخطط الأولية وزادت من معاناة شعبنا العظيم.
لا أحد ينكر محاولات الدولة الحثيثة لإصلاح القطاع البترولي والنهوض في 2016 ومشروع حقل ظهر بكل ما تضمنه من نجاحات عظيمة وسلبيات أثرت في قيمته آخر ثلاث سنوات.
كما يذكر للوزارة السابقة والحالية محاولات دخول شركات عالمية مثل بريتش للبترول في مشروعات غاز في البحر المتوسط ومحاولات شيفرون الأمريكية إعادة إكتشاف فرص غرب المتوسط في شمال الضبعة مياه عميقة، وعودة إيني في محاولات تنمية لحقل ظهر بحفر بئرين جديدين واستكمال مابدأ في خليج السويس من حفر وإنتاج إمتداد حقل رمضان البحري، وعمليات مسح سيزمي في مناطق جديدة جنوب الغردقة في البحر الأحمر وغيرها من أنشطة استكشافية في الصحراء الغربية ، كل هذه المشاريع وغيرها دليل علي محاولات صادقة في النهوض بقطاع البترول المصري والطاقة عموماً وهي جديرة بالبناء عليها والتمسك بالأمل.
ضربتان موجعتان في بداية عصر نهضة الدولة الجديدة فيروس كورونا وحروب واضطرابات في المنطقه ناتجة عن أطماع استعمارية قديمة ستأخذ وقتها حتي ينتهي آثارها.
أجواء لا تصلح نهائياً لنهضة قطاع حيوي تم تجريفه والقضاء عليه منذ ثلاثة عقود لأسباب كثيرة لا يسعنا المجال هنا لسردها، ولكن كان أهم دواعيها فقدان آلية توارث الخبرات وانتقالها السلس للطاقات الشابة الماهرة مع تخريب غير متعمد لطبيعة الخزانات البترولية القديمة المنتجة نتيجة فقدان الحلول ونقص موارد الصيانة.
فضلاً عن تواجد صعوبات أخري خارجية ترتب عليها تأخير استحقاقات الشركاء الأجانب وفقدان الثقة في مصداقية الاتفاقات وبنودها المتعلقة بسداد التكاليف وحصص الشركاء.
كما ذكرت أسباب طبيعية لتأخر نهضة قطاع البترول المصري تكبر تلقائياً مثل كرة الثلج عندما يشق صف أجواء هذه المشروعات مشاكل سياسية واضطرابات امنية لوجستية تهدد آمان الاستثمارات الجديدة في مصر .
نتمسك بالأمل في العام الجديد ونستمر في منح الشركاء رسائل تطمينات علي استثماراتهم وضمانات من أعلي رأس في الدولة وهي مؤسسة الرئاسة والجيش أن أستثماراتهم آمنة ومضمونة مع تقديم حزمة محفزات وليس تنازلات في مشاريع جديدة بعد إعادة تقديمها في صورة جديدة وبأسلوب إدارة مشاريع ضخمة بطرق حديثة.
فلا تزال الصحراء المصرية وخاصة في غرب النيل تحوي أسرار وكنوز تحت الأرض من المعادن والنفط والغاز ولكنها تعاني قلة المعلومات الاستكشافية وترتيب الملفات القديمة والمتوفر عنها من نتائج فحص أولي لتقديمه بالشكل اللائق للمستثمرين وهذه مهمة الوزارة والقطاع الخاص المصري بأسلوب إدارة جديدة ولاضير من الاستعانه ببيوت خبرة عالمية للمساعدة في ذلك.
لا يزال البحر المتوسط وسواحلنا الطويلة في المياه الضحلة لم يفِ بالقدر المطلوب منه من النفط والغاز ويحتاج تكثيف عمليات البحث والتنقيب بغرض اختبار الفرص فيه والتركيز علي الواعد منها لنوجه بوصلة المستثمرين إليه.
مشاريع المياه العميقة محاطة دائماً بالمخاطر وهي ليست مخاطر فنية فقط ولكن أيضاً مشاكل لوجستية واقتصادية لتوفير أموال للتشغيل والصيانة في ظل ندرة أجهزة الحفر وأطقم التنفيذ لهذه المشروعات المتخصصة والجديدة نسبياً علي القطاع عالمياً.
لا بأس من خوض غمارها ولكن إذا كنا مرغمين عليها ولا يوجد لها بدائل تعوض نقص الإمدادات ولكنني أردد وأؤكد مجازفة الخوض فيها ونحن غير جاهزين لها والأحزاب الأمنية حولنا ليست مستقرة.
اختم كلامي بالتمسك بالأمل وادواتي في ذلك هي الروح التي نقف عليها جميعاً من لقاءات ومقابلات مكوكية لرجال الوزارة والدولة لعرض فرص جديدة واعطاء رسائل طمأنة للشركاء ومحاولات فتح أنشطة استكشاف وتنقيب استكشافية لبدء آفاق جديدة ولكنها غير كافية وتحتاج للتركيز علي الأولويات وبناء قاعدة من الشباب المدرب علي إدارة وتشغيل المشاريع النفطية في شركات القطاع تجاري ثورات التقدم العلمي في مجال صناعة النفط والغاز وهو أول ما يبحث عنه المستثمر عندما يحاول العودة مجدداً لسوق مصري تواجد فيه منذ 115 سنه ولا يزال يعمل بالاستراتيجيات البائدة..
ومن المتوقع في 2025 ان نبدأ جني ثمار نشاطات استكشافيه واختبارات لحقول غاز شمال الضبعه تجريها شركة شيفرون الأمريكية كما يبدأ اختبارات أول بئر منتجه لشركة بريتش للبترول في الربع الأول من السنه في احدي مناطق الامتياز الجديدة السته التي يتم دراستها واختبار جدواها الاقتصاديه. هذا الي جانب البدء في حفر بئرين جديدين لشركة ايني شرق المتوسط في المياه العميقه وهي خطوة للحفاظ علي انتاج حقل ظهر حول معدلات معقوله تعوض نقص الانتاج. مع ظهور نتائج لعمليات المسح السيزمي لمناطق جديدة في البحر الأحمر تجريها شركة جنوب الوادي في مناطق بحريه جنوب الغردقة.
ومن غير المتوقع ان يكون لهذه المشاريع الجديدة وغيرها تأثير ملموس علي متوسط انتاج مصر اليومي من البترول في الخطه قصيرة المدي ولكنها مشروعات حتميه للحفاظ علي سقف الانتاج حول معدلات سابقه وان كان الانتاج القياسي المستهدف الأمثل لمصر يتراوح بين 1.75-2.0 مليون برميل مكافئ في اليوم وهو رقم تحقق بالفعل وكان يكفي احتياجات مصر من الطاقه في عهد سابق ولكن بالتأكيد سيكون هناك الحاجة للمزيد لتنفيذ خطط نهوض الدوله الطموحه.
وبالنسبه للتسعير سيستمر تحريك اسعار المنتجات البتروليه والوقود تبعاً لأسعار الوقود عالمياً ولكن تحركات بسيطه لاترهق ميزانية المواطن البسيط وان كان في السابق التحريك في الأسعار لايتبع تغيرات السوق العالمي بشكل طردي ومر بقفزتين كبيرتين كان لابد منهما وذلك بسبب محاولة الدوله اصلاح اخطاء سابقه في تحديد أسعار المحروقات كانت وضعت ولاتعبر عن الوضع والسعر العالمي ما كان له اثر بالغ في موازنات الدوله والجور علي ميزانيات واداء قطاعات اخري مهمه لنمو اقتصاد الدوله وبناء نهضتها علي اسس سليمه.
كل الخير والتوفيق لشعب مصر العظيم