13 نوفمبر، 2024
الغاز الطبيعي

امتلاء المخزونات في الصين يهدد وارداتها من الغاز الطبيعي المسال

الشتاء على الأبواب، ويبدو أن الصين استعدت مبكراً بصورة جيدة لفصل قارس البرودة حيث رفعت مخزون الغاز الطبيعي تحت الأرض.

لكن هذه الزيادة في المخزون ربما تشير أيضاً إلى تراجع الاستهلاك خلال الشهور الأخيرة جراء تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني، ما يترك البلاد تعاني من تخمة إمدادات غير معهودة للوقود. وإذا كان الشتاء قارساً، فسيصب هذا المخزون المرتفع قطعاً في مصلحة الصين. لكن الطقس المعتدل قد يؤثر سلبياً على حجم الواردات، لا سيما من خلال المشتريات الفورية الأكثر تكلفة للغاز الطبيعي المسال.

عانت الصين من نقص في إمدادات الكهرباء ووقود التدفئة خلال السنوات الأخيرة ما جعلها مسألة ذات حساسية خاصة بالنسبة لبكين. يرتبط الغاز أيضاً بطريقة وثيقة بالأوضاع الجيوسياسية، كما يتضح من ارتفاع الأسعار العالمية بعد غزو أوكرانيا، ما يشجع أكثر على تأمين الإمدادات.

 

مخزونات الصين من الغاز

لا تنشر الحكومة أرقاماً وطنية لحجم المخزون، لكن الإصدارات الأخيرة من مراكز التخزين الرئيسية تشير إلى أن كميات متزايدة جرى ضخها في المخازن تحت الأرض التي تزود المدن بالوقود. وتتوسع هذه المخازن الأرضية أيضاً مع إعادة استخدام آبار النفط القديمة لاستيعاب المزيد من الوقود الأقل تلوثاً.

من المعتاد تعزيز المخزون من الغاز في الصين خلال الفترة ما بين أبريل وسبتمبر سنوياً، لتلبية عمليات السحب خلال الشهور الأشد برودة عندما تكون الحاجة إلى الوقود أكبر. بلغ مخزون منشأة هوابي، التي تخدم العاصمة بكين، ملياري متر مكعب مع نهاية أغسطس الماضي، وفق بورصة شنغهاي للبترول والغاز الطبيعي.

يمثل هذا المخزون 83% من الهدف السنوي للمنشأة، ويعادل هذا حجم حقن الغاز تحت الأرض خلال العام الماضي بالكامل، رغم بقاء شهر واحد لإضافة مزيد من الغاز. تضاعف حجم الموقع خلال الأعوام الستة الماضية وسيتوسع مرة أخرى خلال شتاء السنة الجارية. شهدت أكبر منشأة للتخزين في الصين في هوتوبي في حقول الغاز في إقليم شينجيانغ غرب الصين، ومنشأة داغان في ميناء تيانجين شمال البلاد، وتيرة سريعة من عمليات حقن الوقود لتبلغ مستويات قياسية العام الحالي، وفق وسائل إعلام محلية.

ارتفع الإنتاج المحلي والواردات الصينية من الغاز منذ نهاية وباء كوورنا، بالتزامن مع اقتصاد ضعيف، ما قلص الطلب على الوقود. وهي صورة مشابهة في أسواق السلع الأساسية الصينية، حيث يتكدس المخزون بداية من خام الحديد إلى فول الصويا بسبب فوائض المعروض. يشكل الاعتماد المستمر للصين على الفحم والتوجه السريع نحو الطاقة المتجددة تهديدات أخرى لمكانة الغاز وسط مزيج الطاقة.

 

عقود الغاز طويلة الأجل

يمثل الغاز الطبيعي المسال البحري نحو 60% من غاز الصين، مع وصول النسبة المتبقية عبر خطوط الأنابيب من روسيا وآسيا الوسطى. تجلب بكين غالبية الغاز الطبيعي المسال من خلال عقود طويلة الأجل من مشروعات ضخمة في مناطق مثل أستراليا وقطر والولايات المتحدة الأميركية.

تعد عقود مشتريات الغاز الطبيعي الفورية أكبر مصدر للوقود الذي يُستخدم في الوفاء باحتياجات الصين، لكنها مهددة الآن نتيجة تراجع الطلب عليها محلياً نظراً لوفرة الإمدادات خلال فصل الشتاء. وانخفضت واردات الغاز الطبيعي المسال خلال الشهور الأخيرة، وعلق المشترون عمليات الشراء الفورية بعد صعود الأسعار الآسيوية خلال أغسطس الماضي، وفقاً لما ذكرته شركة “إن إن إنرجي هودلينغز” في مذكرة الأسبوع الماضي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *