كتب: احمد النديم
تُصدّر السعودية الخام بأسرع وتيرة منذ أكثر من عام، مع مضي زعيمة تحالف “أوبك+” قدماً في استراتيجيتها لاستعادة حصتها بأسواق النفط العالمية.
السعودية رفعت صادراتها من الخام بمقدار 441 ألف برميل يومياً، أي نحو 7%، خلال شهر يونيو لتصل إلى 6.36 مليون برميل يومياً، بحسب تحليل أولي لبيانات تتبع الناقلات التي جمعتها “بلومبرغ”.
تأتي هذه القفزة في وقت يُسرّع فيه تحالف “أوبك+” خططه لزيادة إنتاج النفط، مما يوفر بعض الراحة للمستهلكين. كما تُظهر البيانات أن الشحنات تواصل عبور الخليج العربي ومضيق هرمز الحيوي دون اضطراب، رغم تداعيات الصراع بين إسرائيل وإيران، بما في ذلك التشويش الإلكتروني على أنظمة الملاحة الإقليمية.
وقد يشير هذا التطور إلى ما هو قادم، حيث تتدفق الصادرات السعودية بوتيرة أسرع مما يُفترض وفق اتفاقية “أوبك+”، في وقتٍ يبلغ فيه الطلب المحلي ذروته على الكهرباء لغرض التبريد، ما يُوجّه الإمدادات عادةً داخل البلاد. ومع دراسة التحالف إجراء زيادة أخرى للإنتاج، قد تتمكن الرياض من ضخ كميات أكبر إلى الأسواق العالمية بعد انتهاء الصيف.
تراجعت أسعار عقود النفط الآجلة مع دخول حرب إيران وإسرائيل هدنة هشة، وهبط سعر مزيج برنت الأسبوع الماضي بنسبة 12% في لندن ليُتداول عند حوالي 67 دولاراً للبرميل يوم الثلاثاء، وهو تراجع يصبّ في صالح دعوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتكررة لخفض الأسعار. ومن المقرر أن يعقد تحالف “أوبك+” اجتماعاً عبر الإنترنت نهاية هذا الأسبوع للنظر في إجراء زيادة أخرى للإنتاج في أغسطس.
ويبدو أن السعودية -التي استقبلت ترمب بحفاوة الشهر الماضي وأعلنت عن استثمارات بمليارات الدولارات خلال جولته الخليجية- تراعي هواجسه، إذ تُظهر بيانات تتبع الناقلات أنها صدرت حوالي 190 مليون برميل من النفط الخام من موانئها على الخليج والبحر الأحمر إلى الأسواق العالمية في يونيو.
السعودية تكثف توظيف الوقود محلياً
تأتي زيادة الصادرات رغم أن السعودية رفعت استخدام النفط محلياً لتوليد الكهرباء وتحلية المياه في ظل بلوغ درجات حرارة 40 درجة مئوية في الرياض.
زادت السعودية استخدامها للخام وزيت الوقود محلياً بنحو 600 ألف برميل يومياً خلال ذروة الصيف مقارنة بالأشهر الأبرد، وفقاً لمبادرة بيانات المنظمات المشتركة، كما زاد استخدام الخام بـ100 ألف برميل يومياً بين يناير وأبريل، وفق أحدث بيانات متاحة من المبادرة.
زيادات “أوبك+” لإنتاج النفط
وافقت ثماني دول رئيسية في تحالف “أوبك+” على زيادات في إنتاج النفط بواقع 411 ألف برميل يومياً خلال أشهر مايو ويونيو ويوليو، أي ثلاثة أضعاف الكميات المقررة سابقاً، وتسمح الاتفاقية للسعودية بإضافة 167 ألف برميل يومياً في كل من هذه الأشهر.
ويقول مندوبون إن التحالف سيبحث إجراء زيادة إضافية بالحجم ذاته لشهر أغسطس عندما يجتمع الوزراء عبر مؤتمر افتراضي يوم الأحد، فيما لم يكشف وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن خططه كعادته.
شكّل تحوّل الرياض الاستراتيجي -من سنوات من تقييد الإمدادات إلى زيادة الإنتاج- مفاجأة لأسواق النفط عند الإعلان عنه في أوائل أبريل. وقدّم المسؤولون مجموعة من الأسباب لهذا التوجه، أبرزها الرغبة في استعادة الحصة السوقية من منتجين منافسين، على غرار شركات النفط الصخري الأميركية.