9 ديسمبر، 2025
مقالات

تهامي كرم يكتب: أشمون في يوم الحسم… معركة الوعي تحسم الجولة الأخيرة

المرشحون الأربعة في ميزان الحقيقة… قراءة تحليلية في ملامح القوة ومواطن الضعف

مع اقتراب موعد جولة الإعادة لانتخابات مجلس النواب في مركز أشمون، تتجه الأنظار نحو صندوق واحد، لكنه يحمل في داخله أربعة رؤى، وأربع مدارس، وأربعة أنماط مختلفة من إدارة الشأن العام. في هذه اللحظة، يصبح كل صوت شهادة وقرارًا ومسؤولية، ويصبح الوعي السياسي هو الفارق الحقيقي بين الفوضى والبناء.
هذه القراءة ليست دعاية لأحد، ولا هجومًا على أحد، بل هي محاولة لرصد ما يقوله الشارع، بما فيه من حقائق وشائعات، مؤيدين ومعارضين، أصوات عاقلة وأخرى غاضبة.
كما أنها تعتمد الترتيب الرسمي للمرشحين في ورقة الاقتراع في جولة الإعادة.

ومن المهم الإشارة إلى أن اتهامات شراء الأصوات طالت الجميع — بلا استثناء — والكل ينفي، بينما يؤكد بعض الأهالي أنهم شاهدوا ممارسات من منافسين بعينهم. المشهد ملتبس، والاتهامات متبادلة، وهذه طبيعة جولات الإعادة في دوائر كبيرة مثل أشمون.

ولزامًا علينا أن نوضح أن ما يُذكر هنا من إيجابيات قد يراها آخرون سلبيات، وما يُطرح من سلبيات قد يجد فيه البعض وجها آخر من الإيجاب. فالمشهد نسبي، والرؤية تختلف باختلاف التجربة والميول والانحيازات. وكل ما ورد هو انعكاس لما يتداوله الناس في الشارع، لا حكمًا ولا إدانة. وحق الرد مكفول للجميع دون استثناء، فالكلمة العادلة لا تخشى الحقيقة، ولا تضيق بوجهة نظر أخرى.

**١ – الحاج صابر عبد القوي
(رقم ١ في ورقة الاقتراع – حزب مستقبل وطن)**

الإيجابيات:

ابن الدائرة وصاحب حضور اجتماعي كثيف:
يعرف تفاصيل القرى والنجوع والعائلات، ولديه قدرة واضحة على قراءة المزاج الشعبي.

خبرة برلمانية ممتدة:
أدّى دورتين نيابيتين، وخاض ملفات اجتماعية دقيقة تتعلق بفض النزاعات والمشكلات الأسرية والقبلية.

قدرة على الاحتواء:
يميل إلى تهدئة الأزمات عبر شبكة علاقاته الواسعة مما جعله يلقب بـ” عمدة النواب ”

ماكينة حزبية قوية:
دعم حزب مستقبل وطن يمنحه قدرة تنظيمية كبيرة وفاعلية واضحة في الانتشار.

حضور شبه يومي بين الأهالي:
لا يغيب عن المناسبات واللقاءات الشعبية.

السلبيات:

خدمات فردية أكثر من تشريع عام:
يرى كثيرون أن أداءه في البرلمان لم يكن على مستوى العمل التشريعي، وأنه اعتمد على العلاقات الشخصية أكثر من الملفات القومية.

نمط تقليدي قد لا يناسب الجيل الجديد:
يعتمد على الأسلوب الكلاسيكي في التواصل، بينما تبحث فئات واسعة عن نائب عصري.

تكدس الطلبات الشخصية:
يشغل مساحة من وقته على حساب دوره الرقابي والتشريعي.

اتهامات متكررة في الشارع بالتقصير النيابي:
وأبرز ما يُقال: « يكفيه عشر سنوات دون أداء تشريعي بارز وانه كان يجب أن يترك الفرصة لغيره مع وافر الاحترام له».

إشاعات كثيرة تطاله وتؤثر على صورته:
سواء كانت صحيحة أو لا، فهي تنتشر في القرى بسرعة وتؤثر في قرار الناخب.

اعتماد واسع على المجاملات الاجتماعية بدلاً من الملفات التنموية.

**٢ – د. محمد فايز بركات
(رقم ٢ في ورقة الاقتراع – حزب الجبهة الوطنية)**

الإيجابيات:

عقلية علمية وإدارية:
يبني أفكاره على التخطيط والرقابة والأرقام، وله تجارب ناجحة في إدارة وتطوير شركات كبيرة.

أفكار خارج الصندوق:
يقدم حلولًا مهنية وعصرية، ويتحدث بلغة جديدة تختلف عن النمط التقليدي في الدائرة.

جاذبية بين المتعلمين والشباب:
يمثل نموذج «النائب المؤسسي» لا «النائب الشعبي الخطابي».

يجمع بين الحماسة والخبرة:
يبلغ 44 عامًا لكن يملك خبرة عملية واسعة.

استقلال مالي قوي:
يعطي الناخب ثقة في أنه يعمل من أجل مشروع لا مصلحة.

مشروع نائب يصنع مرحلة:
يمتلك رؤية واضحة في الرقابة وتطوير الخدمات وتحسين الأداء العام.

القوافل الطبية مثال حي:
لمس الكثيرون نتائجها في القرى، مع توسع مستقبلي في التخصصات وربما قوافل بيطرية لدعم الفلاحين.

السلبيات:

حداثة الوجود في بعض القرى التقليدية.

أسلوبه المؤسسي قد يبدو غير معتاد للكثيرين مقارنة بالمرشحين أصحاب الحضور الشعبي والزيارات الرمزية.

توقعات مرتفعة من مؤيديه:
ما يجعل أي تأخير أو قصور عرضة للنقد .

قلة الحضور في المناسبات الاجتماعية:
وهو خيار مقصود يعتمد على الفاعلية لا الرمزية.

حملات تشكيك من معارضيه في وعوده ومصداقيته بلا أدلة واضحة.

**٣ – المهندس محمد فرج العراقي
(رقم ٣ في ورقة الاقتراع – مستقل)**

الإيجابيات:

وجه جديد قريب من الشباب:
خطابه المباشر والبسيط يجذب الفئات الحديثة.

جرأته في الاستقالة من الحزب ثم خوض الانتخابات مستقلًا تمنحه صورة «المستقل القوي».

نشاط ميداني واضح:
يتنقل بين القرى مع حملات شبابية نشطة.

الحصان الأسود للجولة الأولى:
حقق نتائج لافتة رغم ضعف الخبرات مقارنة بالمنافسين.

السلبيات:

خبرة سياسية ضعيفة جدًا:
تثير أسئلة حول قدرته على العمل داخل البرلمان.

غموض حول مصدر ثروته المفاجئة:
أحد أكثر النقاط تداولًا في الشارع، ويستغلها خصومه بشدة.

غياب الدعم المؤسسي والحزبي.

خطاب بسيط لا يناسب الملفات المعقدة.

اندفاع بعض أنصاره على السوشيال ميديا ما أضر بصورته.

لا يملك برنامجًا مكتوبًا أو رؤية واضحة.

يتأثر بسهولة بالضغوط لحداثة التجربة السياسية.

**٤ – العميد محمود محيي الدين
(رقم ٤ في ورقة الاقتراع – مستقل)**

الإيجابيات:

شخصية منضبطة وواضحة:
يمتلك روح المؤسسة العسكرية في الدقة والحسم.

خطاب عقلاني محترم:
يحظى بتقدير قطاع من المثقفين.

جرأة في مواجهة الملفات الشائكة:
لا يخشى التطرق لقضايا الفساد والمخالفات.

خبرة برلمانية سابقة:
يعرف آليات العمل تحت القبة وقدرته على التعامل مع المؤسسات مما جعل انصاره يلقبونه بـ ” فارس النواب ”

علاقات واسعة بكل المؤسسات تتيح له تنفيذ رؤيته لتنفيذ وعوده الانتخابية في تطوير مركز أشمون

السلبيات:

انقطاعه الطويل عن أنصاره بعد خسارته السابقة أفقده قاعدة كبيرة.

اتهامه بأنه «نائب اللقطة» يسعى لضم إنجازات الحكومة إلى رصيده.

الخطاب الحاد أحيانا يفقده التأييد في القرى الريفية .

تراجع العمل الميداني بشكل واضح بعد توجيه اتهامات له بالاختفاء طوال خمس سنوات .

قلة المرونة السياسية وضعف بناء التحالفات.

اعتماد كبير على تاريخه العسكري وحديثه الجذاب دون تقديم رؤية اقتصادية أو اجتماعية يشاركه فيها المواطن .

**********
التحليل العام للمشهد

صابر عبد القوي
يمثل المدرسة التقليدية ذات النفوذ المجتمعي والانتشار الواسع بين أبناء الدائرة

محمد فايز بركات
يمثل مدرسة جديدة تعتمد على العلم والإدارة الحديثة و الفكر المؤسسي والتنظيم والرؤية المستقبلية.

محمد فرج العراقي
يمثل طاقة شبابية صاعدة تبحث عن مساحة وسط الكبار.

محمود محيي الدين
يمثل الشخصية المنضبطة ذات الخطاب الواضح المؤثر والخبرة البرلمانية الواسعة ذات الأداء المتميز.

وبالنظر للمشهد العام والشعبية ونتيجة الجولة الاولى ، يرى الناس في الشارع أن الدكتور محمد فايز بركات يمتلك مزيجًا من الخبرة العملية، التفكير المؤسسي، الحضور الشبابي، والاستقلال المالي،
وهو ما يجعله – وفق رؤية الناس لا وفق توصية المقال – الأقرب لتقديم أداء مختلف إذا نال ثقة الناخبين.
******
الخلاصة

هذا المقال قراءة تحليلية من واقع الشارع…
لا يهاجم أحدًا… ولا يروّج لأحد… ولا يزيف مشهدًا.
فهذا التحليل ليس توجيهًا ولا دعاية، بل عرض أمين لصوت الشارع:
آراء، إشاعات، حقائق، نقاط قوة وضعف، وكل ما يتداوله الناس بلا زيادة ولا نقصان.
وإنما يحاول أن يضع أمام المواطن صورة كاملة، كما يسمعها وكما يراها.

يبقى القرار في يد الناخب وحده…
وفي يوم الحسم يكون الوعي هو البطل الحقيقي، ويكون الصوت أمانة لمستقبل أشمون كلها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *