التعليم في حياة الأمم كالنبض في قلب الجسد، إن اضطرب ضعفت الأمة، وإن اعتدل استقامت خطاها. ولسنا اليوم أمام درسٍ عابر أو قرارٍ محدود، بل أمام معركة وعي، فيها طريقان لا ثالث لهما: طريقٌ قديمٌ أنهك أبناءنا، وأضنى أسرنا، وأضاع أعمارًا في حشوٍ وتلقين، وطريقٌ جديدٌ باسمٌ مشرق، هو البكالوريا المصرية، نظامٌ كالفجر يتنفس على أفق هذا الوطن.
—————————-
“البكالوريا… ليست منهجًا بل ميلادٌ جديد”
البكالوريا ليست أوراقًا تُطبع، ولا كتبًا تُحفظ، بل هي رحلة حياة.
هي النظام الذي يفتح للطالب بوابة الحرية؛ حرية الفكر لا الحفظ، وحرية الفهم لا التكرار، وحرية أن يبني مستقبله بيديه لا أن يُساق كما تُساق القطعان.
إنها كالنهر الجاري؛ يسقي الأرض بخصوبة، ويزرع في عقل الطالب بذور الإبداع، ويغسل عن قلبه غبار الخوف من الامتحان الواحد القاتل.
“لماذا نختارها؟”
لأنها تكسر قيود الرهبة التي كبّلت الطلاب والأسر عقودًا طويلة تحت سطوة امتحان الثانوية العامة.
لأنها تمنح أبناءنا الحق في التخصص المبكر، فينطلق كل طالب نحو ما يهواه ويليق بمستقبله.
لأنها تُخفف عن الأسرة كابوس الدروس الخصوصية، فتستعيد البيوت هدوءها، وتعود الطمأنينة إلى القلوب.
لأنها تفتح أمام الطلاب أبواب التحسين والفرص المتجددة، فلا يضيع جهد عامٍ كامل في ورقةٍ واحدة، ولا ينكسر مستقبل بسبب لحظة رهبة.
“أولياء الأمور… القرار بأيديكم”
يا آباء مصر وأمهاتها… يا من حملتم على عواتقكم رسالة التربية، إن الاختيار اليوم ليس ترفًا، ولا مجالًا للمجاملات أو التردد.
أبناؤكم بين نظامٍ قديمٍ جاف، يلتهم أعمارهم كما تلتهم النار الحطب، وبين البكالوريا المصرية التي تفتح أمامهم سماءً من الفرص الرحبة، وتُشبه جناحين قويين يطير بهما الطالب في فضاء العلم والمعرفة.
” صيحة تحذير وبشارة أمل”
احذروا أن يُقال بعد أعوام: لقد أضعنا أبناءنا لأننا ترددنا.
واسمعوا هذه الحقيقة ناصعة: الثانوية العامة القديمة مقصلة أعصاب، أما البكالوريا المصرية فهي ميلاد أمل.
فلتختاروا لبنيكم ما يليق بأحلامهم، ولتكن البكالوريا هي الطريق، فهي ليست مجرد شهادة، بل هي وعدٌ بالعدل، ومفتاحٌ للمستقبل، وزادٌ لعصرٍ لا يرحم المتخلفين.