14 أكتوبر، 2025
مقالات

تهامي كرم يكتب : البكالوريا المصرية.. شمس الأمل ومستقبل أبنائنا

أيها السادة أولياء الأمور، وأبنائي الطلاب.. حين يتقاطع طريق المستقبل أمام أبنائنا، يصبح الاختيار بين القديم والجديد اختيار حياة أو ضياع. وهنا تظهر البكالوريا المصرية كالشمس التي تشرق على عقول الشباب، تضيء لهم الطريق، وتحررهم من ظلال الحفظ والتلقين، لتفتح أمامهم فضاء الفهم، الإبداع، والتخصص المبكر..
أولًا: التخفيف الدراسي والعبء المالي..

في البكالوريا يدرس الطالب ست مواد فقط خلال الصفين الثاني والثالث، كزهرة تتفتح برقة، بينما الثانوية العامة القديمة تلزم الطالب إحدى عشرة مادة، كحِمل ثقيل يثقل كاهله ويضاعف نفقات الأسرة من كتب ودروس خصوصية.
تأثير مباشر على الطالب: تركيز أكبر، ضغط أقل، قدرة على الفهم والإبداع.
تأثير مباشر على الأسرة: خفض النفقات، تقليل الدروس الخارجية، راحة نفسية أكبر.

ثانيًا: الفرص المتجددة لتحسين المجموع

البكالوريا تمنح الطالب حق الدخول لأكثر من امتحان لتحسين مجموعه، فتتفتح أمامه أبواب الأمل، كما تتفتح براعم الربيع بعد برد الشتاء الطويل.
أما الثانوية العامة، فالفرصة الواحدة تحبس الطالب في زجاجة ضيقة، والدور الثاني لا يمنح إلا درجة النجاح.

الرسالة للطالب: لا خوف من البداية، فالأمل أمامك دائمًا.
الرسالة لولي الأمر: استثمار مستمر، وفرص متعددة، وراحة بال.

ثالثًا: حرية التخصص والتحويل بين المسارات

البكالوريا تمتد على عامين (الصف الثاني والثالث)، ويحق للطالب بعد امتحانات الصف الثاني تغيير مساره.
مثال: طالب مسار الطب وعلوم الحياة لم يحصل على مجموع يرضيه، يمكنه الانتقال لمسار آخر في الصف الثالث، وكأن بوابة جديدة تُفتح له في قصر الفرص المستقبلية.

رابعًا: الجامعات متاحة للجميع حسب التخصص

التنسيق لا يفرق بين طالب البكالوريا وطالب الثانوية العامة، لكن البكالوريا تمنح الطالب خطى واثقة ومسار واضح نحو المستقبل، بعيدًا عن العشوائية والضغط النفسي المكثف.

خامسًا: مواجهة الممارسات المعوقة

من يعرقل تطبيق البكالوريا لمصلحته الشخصية، خصوصًا من يربح من الدروس الخصوصية أو المناهج القديمة، فقد أضر بمادته التعليمية وبأبنائنا، وحوّل التعليم من رسالة وطنية إلى تجارة ضيقة.
وأؤكد أن هذا الكلام من واجبي الوطني ومسؤوليتي الأخلاقية، وليس بتعليمات أحد، فمن يعرفني يعلم أنني لا أقبل إملاءات على مستقبل أبنائنا. والله على ما أقول شهيد.

الخلاصة: البكالوريا طريق الأمل

البكالوريا ليست مجرد منهج، بل شمس تشرق على عقول أبنائنا، تضيء لهم درب العلم والفهم والإبداع، وتعيد للمدرسة مكانتها كمنارة للعلم والمعرفة.
فلنقف جميعًا خلف هذا النظام، لنمنح أبنائنا الحق في اختيار مستقبلهم بحرية، والفرصة لأن يكونوا قادة الغد، لا مجرد حاملي درجات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *