أكتب هذه السطور لا مجاملةً ولا تزيينًا بالكلمات، بل عن قناعةٍ صادقةٍ ولدت من مشهدٍ رأيته، وتجربةٍ لمستها، وإعجابٍ بعملٍ يُترجم القيادة إلى واقعٍ حيٍّ في الميدان.
رأيت في الدكتور محمد صلاح وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية نموذجًا فريدًا للقائد الذي يُجسّد المعنى الحقيقي للإدارة الواعية والقيادة الإنسانية، حتى غدا قدوةً لكل معلمٍ ومسؤولٍ يؤمن بأن التعليم رسالةٌ لا وظيفة، وأن القائد الحق هو من يُصلح بالحب قبل الحزم، وبالفكر قبل القرار.
هو رجلٌ يؤمن أن القيادة ليست مقعدًا من خشب، بل رسالةٌ من ذهب، وأن القائد الحق هو من يُنصتُ لنبض الميدان قبل أن يُصدر قرارًا، ويستمع للجميع لا ليتحدّث عنهم، بل ليتحدّث بهم.
يفهم القيادة فهمًا عميقًا كخبيرٍ درسَ النفسَ الإنسانية، وكمُربٍّ يعرفُ أن لكل عقلٍ مفتاحًا ولكل إنسانٍ بابًا.
تراه يسير بين الصفوف كالساقي يحمل الماء في موسم العطش، يُنعش العزائم، ويُوقظ الطاقات الكامنة في الميدان، مؤمنًا بأن أبناء المنوفية يستحقون تعليمًا راقيًا، وأن مصر التي علّمت الدنيا العلوم والفنون، قادرةٌ أن تعيد مجدها إن صدقت النيّات وتكاتفت السواعد.
هو مايسترو المنظومة التعليمية… يلوّح بعصاه لا ليأمر، بل ليضبط الإيقاع، فتسمع في أروقة المديرية سيمفونيةً من العمل الجاد والانضباط المتقن.
ومن حوله فريق عملٍ متناغمٍ، كفرقةٍ موسيقيةٍ يعرف كل عازفٍ فيها لحنه ودوره وحدوده.
إلى يمينه وكيل المديرية الأستاذ طارق سعد، الرجل الأنيق فكرًا وخلقًا، الواعي بتفاصيل الميدان، المتزن في قراراته كمن يمشي على خيطٍ من نورٍ فوق بحرٍ من مسؤولية.
وإلى جواره الأستاذ محمد صحصاح، مدير التعليم العام، فارس اللغة والقلم، يتحدث بفصاحةٍ تُعيدك إلى زمن البلغاء، ويقود التعليم العام بعقلٍ منظّمٍ ولسانٍ مبينٍ كأنه سطرٌ من كتاب البيان.
ويكتمل اللحن مع الأستاذ ممدوح الجابري، مدير الشؤون التنفيذية، الإداري الحازم ذو الخطو الثابت، الذي يُمسك بخيوط العمل في دقة النسّاج، لا تفلت من بين يديه خيوط النظام والانضباط.
كلهم حول قائدهم ككواكبَ تدور في فلكٍ من العزيمة والرؤية، تجمعهم روحٌ واحدة: الإيمان بأن التعليم هو سلاح الوطن الأسمى، وأن التطوير ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسةٌ تُرى وتُلمس وتُثمر.
وحتى لا يُظنّ أن هذا الحديث تملّقٌ أو رياء، فإني أقولها بضميرٍ مطمئنٍ وقلبٍ صادقٍ لا يعرف المواربة:
ما كُتب هنا ليس مدحًا يُرجى منه نفع، ولا ثناءً يُقال طلبًا لرضا، بل شهادة حقٍّ نابعة من اقتناعٍ راسخٍ بقدرات قائدٍ استثنائي أثبت أن الإدارة ليست جدرانًا ومكاتب، بل عقولٌ متّقدةٌ وقلوبٌ مخلصةٌ تعمل في صمتٍ وإيمانٍ بالرسالة.
إنها كلمة خرجت من القلب لتصل إلى القلوب، لأن من يشهد الحق لا يخاف في الصدق لومة لائم.
إن الدكتور محمد صلاح لا يدير تعليم المنوفية فحسب، بل يقود مشروع وعيٍ ونهضةٍ وبناءٍ إنسانيٍّ متكامل.
حين تتحدث معه تشعر أن بين كلماته عطر الإخلاص ونبض الإصلاح، وحين تراه بين الناس تلمح فيه ملامح القدوة لا المسؤول.
لقد صنع من مديرية التربية والتعليم بالمنوفية ورشة فكرٍ وبيتَ طاقةٍ، لا تهدأ فيه الأفكار ولا تنام الأحلام.
قيادته تُعلّم كما تُلهم، وتوجّه كما تحتضن، وتُدير الأزمات بحكمة الطبيب الذي يعرف موضع الداء قبل أن يصف الدواء.
وما أجمل أن ترى الميدان التعليمي وقد تبدّل حاله، حين صار القائد مايسترو، والفريق أوركسترا الأداء والإبداع، والتعليم لحنًا وطنيًا يتغنّى به الجميع.

