في زمن الجمهورية الجديدة… وفي وطنٍ بحجم مصر، عراقةً وتاريخًا ومكانةً،
لا يليق أن تنهار الخدمات الحيوية من مجرد حريق في سنترال!
إن ما حدث لم يكن مجرد خلل فني…
بل زلزال صامت كشف كم أن منظومتنا ما زالت هشة أمام أبسط الأزمات.
الإنترنت انقطع،
الدفع الإلكتروني توقف،
خدمات البنوك صمتت،
أماكن كاملة عادت لعصر ما قبل الاتصال!
فأين الخطط البديلة؟
أين تعدد المسارات؟
أين عقل الدولة في إدارة المخاطر؟!
ونحن لا ننسى أن هذه ليست أول صدمة…
فقد سبقتها طريق الموت بحوادثه الدامية،
وبنيته المهترئة التي تحصد الأرواح كل أسبوع،
ولا أحد يُحاسب إلا الضحية!
فهل يعقل أن دولة تصمم شبكات كهرباء ومياه في غزة، وتُقيم مدنًا كاملة في ليبيا والسودان،
وتضع أسس البنية الرقمية للأشقاء العرب…
تعجز عن حماية سنترال واحد في قلب العاصمة؟!
يا مصر… يا صاحبة المجد المتجذر من آلاف السنين،
هل من المعقول أن نملك الكفاءات والقيادة والطموح… ثم تَسقُط بنا إدارة أزمة؟!
لقد قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارًا في خطاباته:
نحن في سباق مع الزمن، إن لم نلحق بركب التكنولوجيا سنُترك في الخلف!
ودائمًا ما أكد أن أخطر ما يواجه الدولة المصرية ليس فقط الإرهاب، بل التراخي والبيروقراطية والإهمال!
إننا ندعو الآن لا للتباكي… بل لليقظة.
ندعو للوقوف أمام أنفسنا:
متى نحاسب المقصر؟ متى نُحسن إدارة الأزمات؟
متى نُصبح جاهزين لكل احتمال، لا أن نظل نرتجف من شرارة حريق؟!
تحية لمصر التي تنهض رغم كل العثرات،
تحية لجيشها الذي يحمي، ولشعبها الذي يصبر ويؤمن،
تحية لعلمائها الذين يبنون في صمت، ويخطّون طريق الغد رغم كل ما يواجهونه.
مصر لا تستحق الهشاشة،
بل تستحق أن تكون كما أرادها التاريخ…
قلب الأمة، وعقل الحضارة، ونواة المستقبل.