مع اقتراب موعد امتحانات الثانوية العامة، تتصاعد مشاعر القلق والتوتر في نفوس أبنائنا الطلاب، وتكثر الأسئلة: كيف أستعد؟ ماذا أفعل في اللجنة؟ وكيف أراجع وسط هذا الكم من المواد والنماذج؟
ولأنني عايشت هذه المرحلة من موقعي كمدير مدرسة وأب ومربٍّ، فقد رأيت أن أقدّم لأبنائي الطلاب هذه الكلمات، خلاصة تجربة وخبرة، في محاولة لتبديد القلق، وتوجيه البوصلة نحو النجاح.
🏠 أولًا: في البيت – ما قبل دخول اللجنة
الفهم أولًا، لا الحفظ: النظام الجديد في الامتحانات يختبر مهارة الفهم وربط المعلومات، وليس تكرار الجمل.
النماذج الاسترشادية التدريبية هي مفتاح التفوق: لا غنى عن حلّ الامتحانات السابقة ونماذج الوزارة الاسترشادية، فهي تُكسبك الثقة وتعرّفك بطبيعة الأسئلة.
نظّم وقتك بذكاء: خصص أوقاتًا للمذاكرة وأوقاتًا للراحة، وتذكّر أن العقل المتعب لا يُنتج.
اختبر نفسك بجدية: درّب نفسك كأنك في لجنة حقيقية، بزمن محدد، وبدون كتب.
نم جيدًا وتناول طعامًا صحيًا: الصحة الجسدية شرطٌ أساسي للتركيز الذهني.
📝 ثانيًا: داخل اللجنة – لحظة الحقيقة
ابدأ بالثقة في الله ثم نفسك: اطمئن، ما دمت قد اجتهدت، فلن يُضيع الله سعيك.
اقرأ كل سؤال بتمعّن: لا تتسرع في الإجابة، فكثير من الأسئلة تقيس التفكير لا الحفظ.
ابدأ بالأسئلة الأسهل: استثمر وقتك فيما تعرفه أولًا، ولا تتوقف طويلًا عند سؤال واحد.
راجع إجاباتك إن أمكن: أحيانًا تصحح نظرة سريعة خطأ كاد يضيع منك درجة.
التزم بالهدوء والانضباط: فالسلوك الحسن هو جزء من التفوق.
📘 ثالثًا: بعد الامتحان – لا تنظر للخلف
لا تُرهق نفسك بتحليل الإجابات: ما فات لا يُغيره التفكير فيه، والتركيز يجب أن يكون على المادة القادمة.
استرح، ثم عد للمذاكرة بنشاط: عقلك يحتاج للهدوء، لكن لا تطِل الراحة.
ابقَ متفائلًا: فاليأس لا يصنع نجاحًا، والأمل رفيق كل مجتهد.
📚 وأما المراجعة الذكية، فإليك مفاتيحها:
ركّز على المفاهيم الأساسية، وليس التفاصيل الثانوية.
استخدم الخرائط الذهنية والتلخيصات.
تدرب على نمط الأسئلة الجديد، لا سيما الأسئلة التطبيقية والاختيار من متعدد.
استعن بمنصات الوزارة وبنك المعرفة، فهي مصادر دقيقة وموثوقة.
🖋️ وختامًا…
فامضِ بعزمٍ لا تملَّ من السُّرَى
فالجدُّ دربُ المجدِ إنْ لم تُهدَرِ
واصبرْ على دربِ الكفاحِ فإنّه
بابُ النجاحِ ورفعةُ المتصدِّرِ
واقرأْ بتدبيرٍ، وفكّرْ دائمًا
فالعلمُ نورُ العقلِ لا كالمُقرّرِ
لا تحفظَنْ دونَ الفَهمِ فإنهُ
مثلُ السرابِ يَغُرُّ كُلَّ مُبَصِّرِ
واستخرِجِ المعنى الدفينَ بفِطنةٍ
فالفهمُ زادُ الفَهمِ للمُستبصِرِ
هذا حديثُ القلبِ من التهامي
للنابهينَ، وحِزبِ كلِّ مُظَفَّرِ
نُصحٌ أُقدّمهُ إليكمْ صادقًا
فخذوهُ زادًا للمُنى والمفاخرِ
ننشر هذا المقال على لسان مدير مدرسة ثانوية، الأستاذ تهامي كرم الذي قدّم لطلابه خلاصة خبرته في التربية والتعليم، إيمانًا بأن الكلمة الطيبة في وقتها، قد تكون النور الذي يهدي الطالب إلى النجاح.
……….
كاتب المقال: تهامي كرم مدير مدرسة شنشور الثانوية