23 أكتوبر، 2025
البترول

خالد الجهيني يكتب: أحمد السروجي.. ضمير البترول وجابر الخواطر في بتروجيت

في زمن تتزاحم فيه المصالح، وتختلط فيه الأصوات بين من يسعى للمجد الشخصي ومن يلهث خلف الضوء، تظل هناك نماذج نادرة تعرف طريقها إلى القلوب قبل المناصب، وتؤمن أن الكلمة الطيبة والعمل الصادق يمكن أن يصنعا فرقًا لا تصنعه قرارات اخري.

نماذج تدرك أن القوة الحقيقية ليست في السلطة، بل في القدرة على جبر الخواطر، وإنصاف الناس، ورد الحقوق بهدوء وكرامة، ومن بين هذه النماذج يبرز اسم المحاسب أحمد السروجي، الأمين العام لنقابة البترول، وأحد القيادات البارزة في شركة بتروجيت، الذي أثبت أن النقابي الحقيقي هو من يجعل من موقعه صوتًا للعاملين لا عليهم، وسندًا لهم لا عبئًا عليهم.
على مدار مسيرته، لم يكن السروجي مجرد إداري ناجح أو نقابي متحرك، بل كان الضمير الحي للقطاع، يحمل هموم العاملين ويترجمها بلغة الاحترام والتقدير.

وفي الأيام الأخيرة، جسد هذا الدور من جديد، حين أعلن — بعد محادثة راقية مع المهندس المحترم وليد لطفي رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة بتروجيت — عن الموافقة على فتح باب التظلمات من الترقيات.
قرار قد يبدو في ظاهره إداريا، لكنه في جوهره انتصار حقيقي للعدالة والشفافية، ورسالة مفادها أن القيادة الواعية تسمع، وأن النقابة الحقيقية تتحرك من أجل الناس، لا من أجل الشعارات.

فما بين قيادة راقية تستجيب، ونقابي وطني لا يعرف طريق الصدام بل لغة الحوار، جاءت الخطوة لتعيد الثقة في أن بتروجيت لا تدار فقط بالعقل، بل أيضا بالقلب والضمير.
إن السروجي الذي لقبه زملاؤه بـ جابر الخواطر لم يكتف بالمطالبة، بل سعى ونسّق وتحاور حتى تحققت الاستجابة، دون صخب أو ادعاء بطولة، بل بروحٍ متزنة تعرف قيمة الكلمة، وحدود المسؤولية.
ولعل أجمل ما في المشهد أن المهندس وليد لطفي، رئيس الشركة، تعامل مع الأمر بروح المسؤول القائد، لا المتحكم الامر، فكان القرار انعكاسًا لعلاقة راقية بين إدارة ونقابة، تقوم على الاحترام المتبادل والإيمان المشترك بأن العدالة هي أساس الاستقرار.
إن قصة أحمد السروجي ليست مجرد خبر عن فتح باب تظلمات، بل حكاية عن ضميرٍ حي وعن رجل اختار أن يكون صوته هادئًا لكنه مسموع، وأن يمارس العمل النقابي بمعناه الأصيل: خدمة الناس.
وفي زمنٍ يندر فيه الإنصاف، تظل مثل هذه النماذج جديرة بالتحية، لأنها تذكّرنا أن الوطن لا يُبنى بالقرارات وحدها، بل بأمثال هؤلاء الرجال الذين يجبرون الخواطر قبل أن تكسر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *