22 أكتوبر، 2025
أخبار مصر مقالات

دكتورة مهندسة شيماء الشرقاوي تكتب: القيادة والمسؤولية… معادلة الحاضر وصناعة المستقبل

في زمن تتسارع فيه المتغيرات وتشتد فيه التحديات الاقتصادية والتكنولوجية، لم يعد مفهوم القيادة محصورًا في إدارة الموارد وتوزيع المهام، بل ارتبط مباشرة بمفهوم المسؤولية. فالقائد الحقيقي لم يعد يقاس بمدى قدرته على السيطرة، وإنما بمدى التزامه تجاه مؤسسته وفريقه ومجتمعه وبقدرته الاستثنائية على الظهور بمؤسسته في صورة مختلفة وسط هذا الزحام الشديد من التنافسية والتواجد والتكتلات
المسؤولية والقيادة: وجهان لعملة واحدة
المسؤولية هي البوصلة التي توجه القيادة. القائد الواعي يدرك أن قراراته لا تنعكس على نتائج مالية فقط، بل تطال مسار العاملين، استدامة الموارد، وسمعة المؤسسة. لذلك أصبحت القيادة مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وظيفة إدارية. . لم تعد مهمته داخل مؤسسته فقط، بل امتدت لتشمل المجتمع المحيط بالمؤسسة فيما يعرف بالمسئولية المجتمعية وكذلك بالحفاظ على الشريك الأساسي في الحياة الا وهو كوكبنا الذي نحيا علية وبه لذلك أصبحت القيادة تكليف وليس تشريف و رؤية شاملة وليست رؤية محددوه أنماط القائد
تعددت أنماط القادة عبر العصور، لكن الواقع الحديث أفرز حاجة إلى قائد قادر على التنقل بين الأدوار كل نمط حسب الموقف والموارد المتاحة )معلوماتية وبشرية ومادية( وكذلك حسب وقته المتاح لاتخاذ قرار او حل مشكلة لنجد انه لابد وان يجمع القائد بين أنماط عدة منها:
• القائد الديمقراطي الذي يشرك الآخرين في القرار ويعزز الانتماء.
• القائد الحازم الذي يتخذ قرارات حاسمة عند الأزمات.
• القائد التحويلي الذي يلهم ويدفع للتغيير والابتكار.
القائد الذكي هو الذي يقرأ الموقف بدقة، ويختار النمط الأنسب دون جمود أو تحيز ثم يبدأ ف ي اختيار نموذج ملائم لاتخاذ القرار حسب ما توفر لدية من معلومات صحيحه علي الأرجح وموارد يستطيع توزيعها علي الاحتياجات و المهتم المطلوبة لنجد ان نماذج اتخاذ القرار متعددة

نماذج اتخاذ القرار
اتخاذ القرار هو جوهر القيادة، وقد تعددت نماذجه:
• النموذج الكلاسيكي :يقوم على العقلانية الكاملة، والبحث المنهجي عن البدائل.
• النماذج الحديث ة :تعترف بالغموض والمخاطرة، وتعتمد على المعلومات الناقصة.
• القرار الفردي :يمتاز بالسرعة والحسم، لكنه قد يفتقر للتنوع في الرؤى.
• القرار الجماعي :يحقق التوافق ويثري البدائل، لكنه قد يكون بطيئًا.
الحكمة القيادية تكمن ف ي الموازن ة :متى يكون القرار جماعيًا ومتى يجب أن يكون فردياً لتأخذنا تلك الحكمة الي مرحله متقدمة من القيادة الا وهي القيادة الإبداعي ة
لم يعد الابتكار خيارًا، بل أصبح شرطًا للبقاء. القائد الإبداعي هو من يفتح الباب أمام الأفكار غير التقليدية، ويحوّل بيئة العمل إلى حاضنة ابتكار. فالإبداع اليوم هو الوقود الحقيقي للتنافسية، خصوصًا في القطاعات الحيوية مثل الطاقة التي تحتاج دومًا إلى حلول جديدة لمشكلات متكررة و لما كانت تلك المشك لات متنوعه مختلفة مستمرة فقد تولدت القيادة الأعلى و المعروفة باس م القيادة المستدام ة
إذا كانت القيادة الإبداعية تركز على الحاضر، فإن القيادة المستدامة ترسم ملامح المستقبل.
فهي لا تقتصر على تحسين الأداء المالي، بل تشمل حماية البيئة، تعزيز العدالة الاجتماعية، وضمان استمرارية المؤسسة عبر الأجيال. القائد المستدام يضع نصب عينيه أن النجاح لا يقاس فقط بالأرباح، بل بالأثر الذي يتركه على الإنسان والكوكب.
كلمة أخيرة
القيادة في عصرنا الراهن ليست مجرد موقع في قمة الهرم الإداري، بل هي عقد من المسؤولي ة تجاه الأفراد والمؤسسة والمجتمع. القائد الذي يجمع بين الرؤية والإبداع وبين المسؤولية والاستدام ة، هو وحده القادر على صناعة المستقبل وسط عالم متغير لا ينتظر المترددين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *