10 سبتمبر، 2025
مقالات

دكتور حمدي الهراس يكتب: الذكاء الاصطناعي… رافعة حديثة لرفع كفاءة الإدارة المؤسسية

 

تسعى المؤسسات المعاصرة إلى تحسين كفاءتها التشغيلية وتعزيز جودة بيئة العمل، وهنا يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة استراتيجية قادرة على إحداث نقلة نوعية. فالتطور التكنولوجي لم يعد ترفًا، بل ضرورة لإدارة أفضل للموارد البشرية واللوجستية، ولتحقيق توازن بين السرعة والجودة في بيئات العمل الحديثة.

إدارة أكثر ذكاءً للعمليات

الذكاء الاصطناعي يختصر أوقاتًا طويلة كانت تُستهلك في الأعمال الروتينية، مثل متابعة المراسلات، الأرشفة، وجدولة الاجتماعات. هذه الأتمتة لا تقلل من الأعباء فقط، بل تعطي الإدارات مساحة للتركيز على التخطيط الاستراتيجي وصنع القرار.

دعم عملية اتخاذ القرار

من خلال تحليل البيانات بشكل لحظي، تستطيع المؤسسات اليوم الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتوقّع الاتجاهات وتحديد مواطن الضعف. هذه القدرة التحليلية تعني أن القرارات الإدارية أصبحت أكثر استنارة، وأقرب إلى تحقيق الكفاءة التشغيلية والاستدامة.

تعزيز الاهتمام بالعنصر البشري

من أهم ما يقدمه الذكاء الاصطناعي أنه يعزز قدرة الإدارة على قراءة المناخ الوظيفي ورصد مؤشرات الرضا أو التوتر. أدوات التقييم الذكية أصبحت تكشف مواطن الخلل مبكرًا، وتتيح صياغة برامج تدريب أو مبادرات دعم تعزز الولاء المؤسسي وتحد من النزيف البشري.

فرص وتحديات

رغم المكاسب الكبيرة، هناك تحديات يجب الانتباه إليها:
• تجنّب الاعتماد المفرط على التكنولوجيا على حساب البعد الإنساني.
• حماية خصوصية بيانات الموظفين.
• ضرورة تدريب الكوادر على استيعاب هذه الأدوات بشكل متوازن.

الخلاصة

الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية داعمة، بل شريك حقيقي في تطوير الإدارة المؤسسية. من يوظّفه بشكل رشيد سيحصد نتائج ملموسة في رفع الكفاءة وتحسين بيئة العمل، ومن يتأخر سيفقد ميزة تنافسية يصعب تعويضها.

د. حمدي الهراس
كاتب في تطوير الأداء الإداري والصناعي والإنساني
dr.hamdyelharras@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *