23 يوليو، 2025
مقالات

دكتور حمدي الهراس يكتب:  من الثانوية العامة إلى الطاقة النظيفة.. كيف تبدأ الطريق الذكي؟

مع إعلان نتيجة الثانوية العامة، تتجدد الفرحة في البيوت المصرية، لكنها لا تخلو من سؤال حاسم يفرض نفسه سريعًا:
“هتدخل كلية إيه؟”

في ظل التحوّلات المتسارعة في الاقتصاد وسوق العمل، لم يعد اختيار التخصص الجامعي قرارًا شخصيًا فقط، بل أصبح خيارًا استراتيجيًا يجب أن يراعي الاتجاهات المستقبلية للتوظيف والصناعة، وعلى رأسها قطاع الطاقة والصناعات المرتبطة به.

 لماذا يجب أن نربط اختيار التخصص بسوق الطاقة؟

تُعد الطاقة بأنواعها التقليدية والمتجددة – من القطاعات الحيوية التي تقود الاقتصاد العالمي حاليًا، وتحتاج إلى كوادر مؤهلة تجمع بين المعرفة الأكاديمية والمهارة التقنية.

وبحسب تقارير التنمية المستدامة، فإن السنوات القادمة ستشهد طلبًا متزايدًا على تخصصات مثل:
• هندسة الطاقة والطاقة المتجددة
• الهندسة الكيميائية والبتروكيماويات
• التقنيات الذكية في إدارة الطاقة
• التحكم الصناعي والأتمتة في المنشآت
• التحليل البيئي وتقنيات ترشيد الاستهلاك

والمؤسف أن هذه التخصصات – رغم أهميتها – لا تزال غير واضحة في أذهان كثير من الطلاب وأولياء الأمور.

ما الذي يجب أن يوجه الطالب اليوم؟

1. الميول والقدرات الشخصية:

يجب ألا يُقصى جانب الشغف والموهبة. الطالب الذي يُبدع في التفكير التحليلي والتقني لديه فرصة عظيمة في مجالات الطاقة والصناعة.

2. الاطلاع على اتجاهات السوق:

من الضروري توجيه الطلاب نحو المجالات المطلوبة حاليًا، مع شرح واقعي لفرص التوظيف المستقبلية.
ولا بد أن يكون هناك دور إرشادي للمدارس والمؤسسات الإعلامية والمجتمعية في إبراز هذه التخصصات.

3. تبني مفهوم التعلم المستمر:

لم يعد التخصص الجامعي كافيًا، بل يجب أن يصاحبه تطوير ذاتي عبر الدورات والمنصات التعليمية، خاصة في مجالات التقنية والتحليل الصناعي.

 مستقبل الطاقة يحتاج جيلًا جديدًا من المتخصصين

إن الاستثمار في توجيه الطلاب نحو هذه المجالات ليس فقط استثمارًا في مستقبلهم، بل في مستقبل مصر الصناعي والطاقوي.

وتحقيق هذا التوجيه لا يعني إلغاء الطموحات الشخصية، بل موازنة دقيقة بين الميول، والاحتياج، والتوكل على الله في الاختيار.
كما قال تعالى:
“وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ”
(الطلاق: 2-3)

.. في الختام:

التوجيه الأكاديمي لم يعد خيارًا عشوائيًا أو تقليديًا، بل أصبح واجبًا وطنيًا ومجتمعيًا، يساهم في بناء كفاءات ترتبط بالواقع، وتخدم المستقبل.

إذا أردنا لأبنائنا أن ينجحوا بحق، فلنوجّههم لا لما يُقال إنه الأفضل، بل لما يصلح أن يكونوا فيه الأفضل.

 د. حمدي الهراس
كاتب في تطوير الأداء الإداري والصناعي والإنساني
dr.hamdyelharras@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *