17 ديسمبر، 2025
مقالات

دكتور محمد بسيوني يكتب: جواد بلا لجام

هل يركض الحصان بنفسه أم من يملك الرؤية هو من يقود؟

كن فارسًا، واجعل الذكاء خادمًا للغاية، لا سيدًا على الوعي.

في عالمٍ يركض بلا هدوء، تقف القوة، والذكاء، والسرعة… وكلها تنتظر من يوجّهها.
الحصان يركض، والآلة تحلّل، لكن الفارس وحده يختار الغاية.
القوة بلا وعي كالريح بلا بوصلة، والسرعة بلا قرار كالنهر بلا شاطئ.

الذكاء الاصطناعي أداة، لكن اليد التي تمسك بالزمام هي من تصنع المعنى.
الفارس لا يسعى لترويض الأداة بالقهر، بل يفهمها، ويجعلها امتدادًا لروحه.
يوازن بين العزم واللين، بين الفعل والتأمل، بين السرعة والحكمة، بين الطاقة والمعنى.

حين تتفوّق الأداة على حساباتك، تذكّر أن الفارس ليس من يمتطي السرعة،
بل من يعرف إلى أين يقودها، ومتى يركن، ومتى يندفع.
الحصان قوة، والذكاء قوة، لكن الفارس… هو المعنى.

كن الفارس، لا تدع أي أداة تمسك بالزمام.
الغاية وحدها هي ما يحوّل كل قوة إلى حكمة،
وكل اندفاع إلى إنجاز،
وكل ذكاء إلى طريق واضح.

اعرف ماذا تريد قبل أن تسأل، فالذكاء الاصطناعي يجيب لكنه لا يعرف هدفك.
اسأل ولا تُسلِّم، خذ الإجابة كاقتراح لا كحقيقة نهائية، وفكّر قبل أن تعتمدها.
لا تنبهر بالسرعة، فالإجابة السريعة ليست دائمًا الأفضل… توقّف وراجع.

استخدمه للمساعدة لا لاتخاذ القرار، دعه يشرح ويقترح، لكن القرار يبقى لك.
راجع ما يعطيك، وتحقّق من المعلومات قبل استخدامها، فالخطأ وارد.
أضف إنسانيتك؛ القيم، والخبرة، والضمير أشياء لا يملكها الذكاء الاصطناعي.
لا تعتمد عليه في كل شيء، فبعض الأمور تحتاج عقلك أنت لا أداة.

تعلّم من الأخطاء؛ إن أخطأ الذكاء أو أخطأت أنت، تعلّم وعدّل المسار.
وتذكّر دائمًا أن الذكاء الاصطناعي وسيلة… وأنت القائد.

الذكاء الاصطناعي مثل سيارة سريعة،
إن لم تمسك المقود بوعي ستأخذك إلى حيث لا تريد.
استخدمه بذكاء… ولا تتركه يستخدمك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *