يُحبونك لكرهك.. ويكرهونك لحبك
المجتمع يريدك أن تكره كما يكره، وتحب كما يحب؛ لكن الحرية الحقيقية أن تكون قادرًا على الحب حتى في وجه الكراهية، قد يُحبك الناس حين تكره أعداءهم، فيصبح فعل الكراهية سببًا للمحبة وفقًا لمقاييسهم العجيبة!.. وحقًا، ما أغرب البشر!
يُحبونك لأنك تكره، ويكرهونك لأنك تُحب، كأن معيار القلوب صار ميزانًا مقلوبًا، يُوزن فيه الناس لا بما فيهم من صدقٍ أو جمال، بل بمدى توافقهم مع ضغائن الآخرين.
فمن أحبّ لسببٍ، كره لسببٍ أيضًا، ومن أحبّك كما يريدك هو لا كما أنت، لم يعرف بعدُ جوهر الحب. إنّ الحبّ الذي يحتاج سببًا، لا يعيش طويلًا، والكره الذي يولد من المصلحة، لا يزول بالسلام.
الحبّ الحقيقي لا يحتاج عدوًّا ليُثبت نفسه، ولا يُقاس بقوّة الكراهية التي حوله. وحين يتحرر الحبّ من المصلحة، يتحرر الإنسان من قيود الزيف ويبلغ جوهر الحرية.
فلنتعلّم أن نحبّ الحب لذاته، ونكره الكره لصفاته.. لأن الحب في جوهره نور، لا يُطفئه إلا من لم يعرف معنى الضوء. والكره في حقيقته ظلمة، كلما استسلمنا لها ازداد اتساعها فينا.
وحين نفهم أن من يقيس الحب بالكره لم يعرف قلبه بعد، سنكتشف أن السلام يبدأ من داخلنا.. لا من مواقف الآخرين.
فاجعل ميزانك قلبك، لا قلوب الناس..

